تدريبات للجيش الإسرائيلي للتوغل في سورية وقلق من انسحاب الجيش السوري من الحدود
القدس المحتلة - امال شحادة
في اكبر تدريب له في الجولان السوري المحتل، منذ سبع سنوات على الاقل، بدا الجيش الاسرائيلي التدريب على اندلاع مواجهات سريعة تضطره الى الدخول عدة كيلومترات الى العمق السوري، في مناطق مكشوفة يواجه فيها تنظيمات ارهابية ثم ادارة المعركة في مناطق ماهولة بالسكان.
التدريب جاء في اعقاب تقارير اسرائيلية تتوقع ان الجبهة السورية باتت اقرب من أي وقت مضى لاندلاع مواجهات في اعقاب التطورات الاخيرة فيها وتصعيد المواجهات الداخلية، وما ادعته اسرائيل من ان الرئيس السوري بشار الاسد، سحب عناصر جيشه التي كانت مرابطة على طول المنطقة الحدودية ونشرها في دمشق.
ونقل عن مسؤولين في قيادة الشمال ان قرار الاسد يحمل عدة اهداف، ابرزها ابقاء المتمردين وعناصر من الاسلاميين المتطرفين بالقرب من الحدود الاسرائيلية، لما يشكلونه من خطر على امن المنطقة الحدودية. وبتقدير المسؤولين الاسرائيليين فان اختراق هذه العناصر لمنطقة الحدود و تنفيذ عمليات ضد اهداف اسرائيلية باتت مسالة زمن.
وازاء هذه التوقعات جاءت التدريبات الاخيرة وقد شاركت فيها وحدات عدة من المدرعات وسلاح الجو. وشملت التدريبات كيفية ادارة معارك خلال اثنين وسبعين ساعة متواصلة يقوم خلالها الجيش بتزويد سلاح المدرعات بمعدات قتالية غير اعتيادية، في وقت تكون المواجهات في ذروتها، الى جانب تزويدهم بالطعام والمياه. وياخذ الجيش في حساباته خلال معارك كهذه العمل في اقل ما يمكن من مواجهات مباشرة وتنفيذ عمليات سرية وباقل ما يمكن من تحركات تكون مكشوفة للعدو، في موازاة استخدام وسائل متطورة لكشف المنطقة قبل دخولها.
وبحسب الجيش فان الاحتمالات الاكبر ان تكون المواجهات مع تنظيمات ارهابية اكثر منها امام الجيش السوري، لتوقعات اسرائيل ان هذا الجيش متفكك وضعيف.
وفي اعقاب هذه التقديرات يسعى الجيش الى انهاء ستة وتسعين كيلومترا من الجدار الامني في اقل من شهرين مع نصب معدات رقابة ورادارات متطورة لمراقبة المنطقة، في وقت يواصل الجيش اخلاء مساحات شاسعة من المناطق الحدودية من الالغام القديمة واستبدالها بالغام جديدة تضمن فعاليتها في حال تسلل مقاتلين من الطرف السوري.
ويرافق الاستعدادات والتدريبات الاسرائيلية قلق من قرار الاسد باخلاء المنطقة الحدودية من عناصر جيشه ومن وحدات المدرعات، التي كانت تحرس المنطقة الحدودية. وبتقدير قياديين في الجيش فان هناك اهدافا استراتيجية جدية لهذا القرار، فالى جانب افساح المجال للمتمردين والعناصر الاسلامية المتطرفة للاقتراب من المناطق الحدودية مع اسرائيل وتهديد امنها، فان الاسد، بحسب الاسرائيليين، يريد ضمان وجود الجيش داخل دمشق لابقائها قوية وصامدة وللدفاع عنها في مقابل خلق منطقة عازلة على طول السياج الحدودي مع اسرائيل تكون تحت سيطرة المتمردين، وهذا ما يقلق اسرائيل.