■■ مبروك للكرة الفرنسية تتويجها للمرة الأولى في التاريخ ببطولة كأس العالم للشباب في كرة القدم التي إنطلقت منذ 36 عاماً،وانتهت أمس في تركيا نسختها التاسعة عشر بفوز ماراثوني وعسير للديوك الصغارعلى أوروجواي بركلات الترجيح بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي للمباراة النهائية بالتعادل السلبي .
■■ الفوز ربما يكون بشرى ونقطة إنطلاق وأمل للكرة الفرنسية نحو المنافسة وإستعادة العصر الذهبي في نهاية التسعينات الذي كان ذروته الفوز بكأس العالم عام 1998 وكأس الأمم الاوروبية عام 2000، ثم جيل زيدان الذي خسر المباراة النهائية للمونديال عام 2006 ، وبعدها كانت هناك سنوات من الفشل الذريع للكرة الفرنسية بالخروج من الدور الأول بشكل مهين وبحصيلة نقطة واحدة من تعادل وهزيمتين في مونديال جنوب افريقيا عام 2010، وهو نفس السيناريو الكربوني الذي حدث في مونديال 2002 ، ويتوازى مع ذلك الخروج من الدور الأول من كأس الامم الاوروبية عام 2004 ، ومن دور الثمانية عام 2012.
■■ سيادة البشرة السمراء في صفوف الديوك ، كانت ملحوظة ، وهذا ما تكرر بشكل أو بآخر مع المنتخب الفائز بمونديال 1998 ، يؤكد أن منظومة وفسيفساء المجمتع الفرنسي الذي يحتوي العديد من الأصول العرقية الأفريقية والعربية ، كان لها فضل كبير في الإنجاز الفرنسي ، وهو ما يتعارض مع سياسات التضييق على المهاجرين الجدد ، رغم أن فرنسا تدين في معظم إنجازاتها الرياضية لأبناء وأحفاد هؤلاء المهاجرين وبالذات في كرة القدم والعاب القوي.
■■ وبعيداً عن ذلك ، فما يزال يلاحقني سؤال لا أجد له إجابة عبر المرات العديدة التي تابعت أو حضرت فيها بطولات لكأس العالم للشباب ، والسؤال هو : هل انتصارات او تتويجات منتخبات بعينها ببطولات كأس العالم للشباب ، تعني أن المستقبل لهذه المنتخبات بعد سنوات قليلة وأنها قد تسيطر على الكرة العالمية ؟ .. وللأسف أجد أن هذا الأمر غير مضمون وأقرب الأمثلة فوز الأرجنتين بكأس العالم للشباب عامي 2005 و2007 ، ورغم ذلك لم نشعر بأي وجود لمنتخب الارجنتين سواء في جيل ميسي أو أجويرو!!.. ويضاف لذلك أننا كثيرا ما نشهد غياباً عن التأهل لنهائيات هذه البطولة لدول عظمى كروياً مثل المانيا وهولندا أو البرتغال والارجنتين والبرازيل ، الذين فشلوا في التأهل لنهائيات النسخة التركية ، بل أن تاريخ هذه البطولة لم يشهد سوى تتويج 9 دول فقط باللقب .. عموماً لقد التقيت العديد من رؤساء وأعضاء اللجان الفنية لهذه البطولة العالمية وطالبتهم بدراسات خاصة لتوضيح هذه الظواهر ، وحتى الأن لم يفوا بوعودهم بإنجاز هذه الدراسات خاصة أن دور المجموعة الفنية للدراسة في كل بطولة يكون أشبه برصد الإحصاءات والظواهر الرقمية وقائمة أفضل اللاعبين دون إهتمام بالتحليل الفني والرصد التحليلي التراكمي لتاريخ البطولة.
■■ وبعيداً عن تضارب النتائج في بطولات الشباب والناشئين ، وعدم ربط مستقبل الدول الكروي بنتائج هذه البطولات ، فإنه يطيب لي أن أهنيء الكرة العراقية بمولد جيل جديد في هذه البطولة، أرى أنه سيكون نواة لحقبة مضيئة في المستقبل القريب بقيادة المدرب حكيم شاكر، ولا يقلل من هذا، خسارة أسود الرافدين في مباراة تحديد المركزالثالث أمام غانا صفر/ 3 وحصولهم على المركز الرابع. وأقول أنه كان في الإمكان أفضل مما كان .. فهذه الخسارة الثقيلة لا تعكس مستوى المنتخب العراقي ،فهذه المباراة كان لها ظروف خاصة في ظل إحباط معنوي لم يتخلص منه الفريق بخروجه بركلات الترجيح أمام اوروجواي في الدور قبل النهائي، وأعتقد أن من أسباب الخسارة مع الإرهاق ، افتقاد الفريق للإنضباط التكتيكي والترابط الذي كان يتميز به ، وتراجع مستوى الدفاع والحارس محمد حميد، وكذلك اللعب الفردي للاعبي الوسط والهجوم، ومن المفارقات أن هذا المنتخب الغاني خسر أمام منتخب مصر للشباب مرتين في كأس أفريقيا للشباب التي جرت بالجزائر ، مرة في مباريات المجموعة ، والاخرى في المباراة النهائية ، ورغم فوز منتخب العراق على مصر 2/1 في مباريات المجموعة لهذه البطولة، فلم يوفق العراقيون في التعامل مع المنتخب الغاني .
■■ وأعود للتأكيد رغم ذلك على قيمة إنجاز المنتخب العراقي الذي كان واجهة مشرفة للكرة الآسيوية والعربية، وحقق واحداً من إفضل إنجازات الكرة العراقية طوال تاريخها ، إن لم يكن الأفضل .. ويجب أن ينال هذا المنتخب وجهازه الفني والإداري حظه من التكريم الرسمي والشعبي والإعلامي الذي يستحقه ، وأفضل فقرات التكريم الإحتفاظ بتلاحم هذا المنتخب في المستقبل حتى نرى هذا الفريق الكفء والمتميز بعد فترة بسيطة يقارع أفضل المنتخبات العالمية متحلياً بالثقة وإرادة النصر .