طهران تصعّد حملتها على بنات موسوي و«الحرس» يتوعّد «مَن يقوّض وحدة الأمة»
طهران - «الحياة»، أ ب، رويترز
مع بدء السنة الثالثة لإخضاع الزعيم الإيراني المعارض مير حسين موسوي لإقامة جبرية، صعّدت السلطات حملتها على بناته الثلاث، وبعد استدعائها اثنتين منهنّ إلى محكمة سجن إيفين، هددت الثلاث ملوّحة باتهامهنّ بنشر أكاذيب.
في غضون ذلك، سخر قائد الشرطة الإيرانية الجنرال إسماعيل أحمدي مقدّم من التشكيك في مدى نزاهة انتخابات الرئاسة المقررة الصيف المقبل، قائلاً: «الشعب لا يستمع إلى العدو، والشرطة ستراقب الوضع، لتمنع انعداماً في الأمن واضطرابات ومؤامرات محتملة خلال الانتخابات». وذكر أن «مسؤولي الأمن اتخذوا استعدادات لازمة للانتخابات، ولا نتوقع مشكلات».
وتعهد «الحرس الثوري» الإيراني «رداً صارماً على أيّ تحركات لتقويض وحدة الأمة».
وفي هذا الاطار، أفاد موقع «كلمة» الإلكتروني التابع لموسوي بأن رئيس جهاز الأمن المشرف على وضع موسوي وزوجته زهرة رهنورد في إقامة جبرية، اتصل هاتفياً بصهر للزعيم المعارض، وهدده محذراً من أن أجهزة الأمن الإيرانية تراقب كل تحركاته.
وأبلغ رئيس الجهاز، صهر موسوي، أن كوكب، ابنته البكر، ستُستدعى إلى محكمة إيفين، مشيراً إلى أن البنات الثلاث سيُتَّهمن بنشر أكاذيب.
وبعد فترة وجيزة على الاتصال بصهر موسوي الثلثاء، اتصل أفراد لم يعرّفوا عن أنفسهم، بكلّ من كوكب ونرجس، ودعوا الأولى إلى محكمة إيفين لاستجوابها اليوم، والثانية بعد غد السبت، ليستكمل القضاء ملفيهما. وهُدِّدت كوكب بأنها ستُعتقل، خلال استجوابها أمام المحكمة. ولفت موقع «كلمة» إلى أن استدعاء أفراد إلى محكمة، باتصال هاتفي، ينتهك القانون.
وأشارت زهراء موسوي إلى أنها استُجوِبت في سجن إيفين قبل يومين حول كيفية تواصلها مع الموقع الذي اعتبره المحققون «مناهضاً للثورة».
وتابعت أنها تنبهت إلى وجود شقيقتها نرجس في السجن، حين سمعت صراخاً بعد انتهاء استجوابها. وزادت أن المحقق كان منزعجاً من حديثها عن تزوير انتخابات الرئاسة العام 2009، وتعبير «خطف» الذي استخدمته بنات موسوي الشهر الماضي، في إشارة إلى إخضاعه لإقامة جبرية، إذ اعتبر ذلك نشراً لأكاذيب.
ونقل «كلمة» عن زهراء إن استجوابها وشقيقتها سببه محاولة النظام «صرف الأنظار عن الصراع» بين أجنحته، مضيفة أنها قالت للمحقق: «لن أتخلى عن قناعاتي، ولو شنقتموني».
في غضون ذلك، تحدى الرئيس محمود أحمدي نجاد مجلس الشورى (البرلمان) الذي عزل وزير العمل عبدالرضا شيخ الإسلامي، إذ عيّنه نائباً له للشؤون الاجتماعية.
وأبدى رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني «قلقاً» إزاء خلافات بين قياديين في البلاد، منبهاً إلى وجوب إبقائها طي الكتمان. واعتبر أن هذه الخلافات «تسعد الأعداء»، لافتاً إلى أن «الاستكبار يستغل الخلافات الداخلية في إيران، لتشديد العقوبات».
على صعيد آخر، أعربت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون عن أملها بأن تُظهر إيران «مرونة» خلال الجولة المقبلة من محادثاتها مع الدول الست المعنية بملفها النووي، المرتقبة في كازاخستان في 26 الشهر الجاري، بحيث يحقق الجانبان «تقدماً مهماً».
وأجرى وفد بارز من الوكالة الدولية للطاقة الذرية أمس، محادثات في طهران التي أكدت تركيب أجهزة حديثة للطرد المركزي في منشأة ناتانز لتخصيب اليورانيوم، مكررة رفضها دخول المفتشين مجمّع بارشين العسكري الذي تشتبه الوكالة في تنفيذ إيران اختبارات سرية فيه لصنع سلاح نووي.
وكرر نجاد أن إيران «أصبحت دولة نووية»، لكنه أقرّ بأن لا دور له في المحادثات مع الوكالة، إذ علّق على قضية مجمّع بارشين، قائلاً: «ثمة مشاورات مستمرة في هذا الصدد، ولا أتدخل فيها».