المدربون الكبار ينفرون من تشلسي!
لندن - وليد عودي
استغرب مالك نادي تشلسي الروسي رومان أبراموفيتش اختيار المدرب الإسباني
جوزيب غوارديولا تدريب العملاق الألماني بايرن ميونيخ، مفضلاً إياه على
فريقه اللندني.
استغراب أبراموفيتش لم ينبع من أن غوارديولا رفض فريقه الذي تغلب على
البايرن في نهائي دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي، بل لأن القدرة الشرائية
والثراء يصبان لمصلحة فريقه، لكن حنكة المدرب الإسباني وذكاءه قاداه إلى
نتيجة أن لا أمان مع رومان، ولا استقرار أو حرية في التدريب تأتي مع تدريب
الفريق اللندني.
هذا التفسير هو المنطقي، فالبايرن معروف باستقراره كنادٍ كبير، ولا
يعاني من أزمات مادية، ومسؤولوه لا يتدخلون مباشرة في عمل المدرب، والأهم
لبيب أنه سيضمن الألقاب في كل موسم، مع نادٍ له السيطرة التقليدية على
الكرة الألمانية، عدا عن التنظيم العالي الذي يتمتع به النادي الذي يتناسب
تماماً مع عقلية غوارديولا، خصوصاً أن مسؤوليه هم كرويون بارزون سابقون،
أمثال فرانز بيكنباور وأولي هوينيس وكارل هاينز رومينيغيه.
لكن رومان الذي أمضى الموسم كاملاً بانتظار موافقة غوارديولا، بات يدرك
أن فرصه ليحظى بمدرب كبير وناجح يخطفه من ناديه أصبحت ضعيفة إن لم تكن شبه
معدومة، لأن أي مدرب جديد يدرك أن بقاءه مع الفريق لن يدوم طويلاً مهما حقق
من ألقاب، وأن خياراته وقناعاته التدريبية لن يطبقها بسبب التدخلات
المستمرة والمطالبات بإشراك نجوم مثل توريس، أو تطبيق أسلوب لعب مثير لا
يتلاءم مع قدرات اللاعبين الحالية، وهو ما سيقود تلقائياً إلى صدام محتوم
مع أي مدرب صاحب شخصية قوية.
إذاً، أين سيجد رومان مدربين لفريقه؟ في الواقع، فإن أبراموفيتش خلال
الأعوام العشرة التي أمضاها مالكاً للنادي، جرّب كل النوعيات المتوافرة،
فهو وظف مدرباً شاباً واعداً مثل جوزيه مورينيو، وصديقاً خاصاً مثل أفرام
غرانت، وبطل عالم مثل لويس فيليب سكولاري، وصديقاً آخر بغوس هيدينك، ليضم
بعده محنكاً في دوري الأبطال مثل كارلو آنشيلوتي، ليعود إلى فكرة الشاب
الواعد مثل أندريه فيلاش بواش، ومن بعده ومن دون قناعة أحد أساطير النادي
روبرتو دي ماتيو، لينتهي به الأمر بمدرب تكرهه جماهير ناديه هو رفائيل
بنيتيز.
لكن الآن أين سيجد ضالته؟ إذا بحث رومان عن أبرز المدربين في العالم
فسيجد أن غوارديولا حسم أمره، وتيتو فيلانوفا لن يترك برشلونة، ومورينيو قد
يرحل لكنه أقاله في السابق، وفي إنكلترا لن يستطيع إقناع المخضرمين
فيرغسون وفينغر أو حتى مانشيني، فيظل من بقية الكبار مدرب توتنهام فيلاش
بواش، الذي أقاله في السابق، وبنيتيز الذي حصل عليه الآن وقد يقيله في
القريب العاجل.
وإذا بحث أكثر، فسيجد في باريس سان جيرمان آنشيلوتي، الذي أيضاً أقاله
في السابق، وحتى أبعد من القارة الأوروبية، سيجد أن مدرب أنجح منتخب في
العالم، الذي سيستضيف نهائيات مونديال 2014 المنتخب البرازيلي هو سكولاري،
الذي نعم، أقالــه قبـــل أعــوام.
إذاً، لن يجد أبراموفيتش مدرباً رائعاً لم يقله من قبل، ولو فرضنا أنه
وجد ضالته في مدربين واعدين أمثال مدرب أتلتيكو مدريد دييغو سيموني، ومدرب
بوروسيا دورتموند يورغن كلوب، ومدرب يوفنتوس أنطونيو كونتي، فإن فرص أن
يقنعهم بأن سمعتهم ستصبح أفضل إذا دربوا تشلسي ستعتبر ضعيفة أو حتى معدومة،
إلا إذا أرادوا ثروة صغيرة من المال يكسبونها بصورة سريعة.