نصائح قنديل للمرضعات تثير جدلاً... وسخرية
القاهرة - أحمد رحيم
«جه يكحلها عماها»، مثل شعبي مصري يشير عادة إلى محاولة للتبرير تزيد الموقف سوءاً. وهذا ما فعله رئيس الوزراء المصري هشام قنديل حين سُئل في لقاء صحافي عن مسؤولية الحكومة عن إفقار المواطن وإهدار كرامته بعد واقعة سحل وتعرية متظاهر يدعى حمادة صابر أبرزت وسائل الإعلام تردي أحواله المعيشية.
وبدا رد قنديل إدانة لحكومته لا دفاعاً عن سياستها، فتحدث عما هو أنكى من عيشة صابر، راوياً مشاهد من «مآسي مصر»، التي استرعت انتباه رئيس الوزراء منها «عدم تنظيف المرأة في الريف ثديها قبل إرضاع صغارها ما يسبب إصابتهم بالإسهال».
وبعد أن تباهى قنديل بأنه نشأ في أسرة متوسطة أبلغ الصحافيين بما اعتقد أنهم لم يشاهدوه من قبل في قلب الريف ولكن عمله منحه فرصة رصده، فقال: «في بعض قرى بني سويف في القرن الحادي والعشرين الأطفال بيجيلهم (يصابون) إسهال لأن الأم من الجهل كانت ترضعهم من دون أن تقوم بالنظافة الشخصية لصدرها».
وأقر رئيس الحكومة بأن بلده «مليء بالمآسي، فلا مياه ولا صرف صحي ولا أي شيء»، وكأنه لا يدرك أن الحكومة هي المسؤولة عن الأوضاع المتردية للريف وتردي البنية التحتية فيه.
وبعد أن بدا وجوم على وجوه الصحافيين، استمر قنديل في حديثه ليتحول الوجوم صدمة بعدما قال إن «الرجال يروحوا (يذهبون إلى) الجامع (لقضاء الحاجة) والستات (النساء) ينزلوا على الغيطان (يذهبن إلى الحقول) ويغتصبن على بعد 120 كيلومتراً من القاهرة».
هذه الصورة السوداوية التي تحدث بها قنديل عن مصر لم يذهب أعتى معارضيه إلى تبنيها، ولو أن أحد الحقوقيين أو قادة «جبهة الإنقاذ الوطني» المعارضة تحدث بما قاله رئيس الوزراء لانهالت سهام النقد والتخوين من قبل الإسلاميين عليهم، ناهيك عن الاتهامات بـ «تشويه صورة مصر وإفشال الحكم الإسلامي فيها»، أما وان الكلام جاء على لسان رئيس الوزراء، فتصبح «المصارحة أول طريق الحل».
لكن حديث قنديل عن النساء وتحديداً في بني سويف، وهي مسقط رأس مرشد «الإخوان المسلمين» محمد بديع أثار انتقادات في هذه المحافظة، إذ استاءت قيادات شعبية فيها من قنديل لأنه خصها بهذا الحديث. ونظمت جمعيات نسائية في المحافظة وقفات احتجاجية ضد هذه التصريحات، وطالبت قيادات نسائية قنديل بالاعتذار علناً لنساء بني سويف، حتى أن قوى وائتلافات ثورية هناك أعلنت اعتزامها مقاضاته.
وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، امتزج الجد بالهزل، وسخر ناشطون وإعلاميون من تصريحات قنديل. وقالت صفحة «كلنا خالد سعيد» على موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك»: «على رئيس الوزراء بدلاً من أن يتحدث عن ثدي النساء والنظافة الشخصية أن يتحدث عن فشل حكومته فى حل أبسط المشاكل التي يعاني منها المواطن كرغيف الخبز ولتر السولار وأنبوبة البوتاغاز وانعدام الرعاية الصحية في المستشفيات والوحدات الريفية لعلاج إسهال الأطفال الذي تسبب فيه فشلهم وليس ثدي النساء».