أعربت السفارة الإثيوبية في السعودية عن أسفها لما وصفته بالحادث المؤلم الذي قتل فيه مواطن إثيوبي أثناء المواجهات بين الأمن وبين مجموعات اتهمت بالشغب في حي "منفوحة" بمدينة "الرياض"، يوم الجمعة الماضي، كاشفة أن خروج الشباب الإثيوبي للشوارع يوم السبت كان بسبب تعرض نسائهم للتحرش من قبل ضعاف النفوس بالحي.
وكشفت السفارة - في بيان خصت به "سبق" - عن وجود حالات اعتداء من شباب على شكل مجموعات داهموا المنازل مستغلين بذلك خلوها من المحارم، وقاموا بالاعتداء على النساء وسرقة ممتلكاتهن، وتعرض النساء الإثيوبيات للتحرش الجنسي.
وشددت السفارة الإثيوبية على شجب واستنكار كل عمل يحدث الشغب والتخريب وترهيب الآمنين، ورأت أنه "كان بإمكان الذين قاموا بالشغب تقديم طلبهم للجهة المعنية دون تخطي الأنظمة المعمول بها في هذا البلد".
وقال البيان: "فور انتهاء المهلة الأخيرة لتصحيح أوضاع العمالة المخالفة لنظام العمل والإقامة في المملكة العربية السعودية، وذلك ليلة يوم 4 من شهر نوفمبر2013م، شهدت الرياض وخاصة حي منفوحة حملات تفتيشية، وقد توفي مواطن إثيوبي نتيجة إطلاق النار عليه من قبل رجال الأمن".
وأضاف البيان: "يؤسفنا قتل المواطن الإثيوبي رغم أنه كان بالإمكان إيقافه والقبض عليه حياً دون إطلاق النار عليه، وبهذه المناسبة تتقدم السفارة بأحر التعازي لذوي المتوفى، وتأمل السفارة من الجهة المختصة القيام بإجراء تحقيق عاجل ونزيه حول مقتله الخاطئ، وتطلب إجراء التحقيقات اللازمة حول ملابسات الحادث وإحالة من قام بذلك إلى القضاء لينال جزاءً عادلاً".
وأكمل البيان: "اتضح لنا بعد أن قامت الجهات الأمنية بالحملة التفتيشية للبيوت بالقبض على الرجال دون النساء والأطفال في المنازل بلا حماية، وبعد ذلك قام بعض ضعاف النفوس من الشباب بتشكيل مجموعات، وداهموا هذه المنازل مستغلين في ذلك خلو المنازل من المحارم، وقاموا بالاعتداء على النساء وسرقة ممتلكاتهن، مما أثر في نفوسهم وزادهم خوفاً من المستقبل".
وأضاف: "وبسبب تأثرهم بما حدث لهم من اعتداء عليهم وعلى أسرهم، وكان القبض مقصوراً على الرجال فقط دون أن يشمل عوائلهم، وبدون حماية لأسرهم، حينها خرج بعض من أبناء الجالية الإثيوبية إلى الشوارع يوم السبت الموافق 9-11-2013 هـ، ونتج عن ذلك مواجهة مع الشباب المتواجدين في المنطقة مما أثر سلباً على الأرواح والممتلكات، ومما حصل في ذلك الوقت تعرض النساء الإثيوبيات للتحرش الجنسي حسب ما وردنا من أبناء جاليتنا".
وتابع بيان السفارة: "وكان ذلك سبباً للشغب الذي وقع بين من خرجوا من أبناء جاليتنا إلى الشوارع والشباب الموجودين بالحي، فلو تم التمكن من قبل رجال الأمن من إيقاف الأحداث في ذلك الوقت كان بالإمكان تفادي ما حصل".
وذكرت السفارة في البيان: "وفي تلك الليلة قمنا بالتفاهم مع مدير شرطة منطقة الرياض ومدير العمليات الأمنية حول مطالب بعض أبناء جاليتنا الذين يرغبون في السفر وإنهاء إجراءات سفرهم مع أسرهم، وكان من بين مطالبهم تجهيز أماكن ملائمة لهم ليقوموا بتسليم أنفسهم للسفر مع ذويهم، وقد تم تجهيز موقع حول منطقة حراج بن قاسم قرب حي منفوحة من قبل الجهات المعنية لتسجيلهم تمهيداً لترحيلهم إلى بلدهم".
وأضافت: "وفي الليلة نفسها، وبعد ازدياد حالة الشغب بين الطرفين أسفر ذلك عن أضرار في الأرواح والممتلكات مما تسبب في وفاة سعودي واثنين من الإثيوبيين، إضافة إلى أنه توجد إصابات خطيرة وخفيفة، ومن بينهم تعرض أحد المصابين لإطلاق نار، وتتقدم سفارتنا بأحر التعازي لأهالي المتوفين جميعاً في الحادث".
وقالت السفارة: "نفيد بأننا نشجب ونستنكر كل عمل يحدث الشغب والتخريب وترهيب الآمنين، ونشير إلى أنه كان بإمكان الذين قاموا بالشغب تقديم طلبهم للجهة المعنية دون تخطي الأنظمة المعمول بها في هذا البلد، مع أنه كان باستطاعة قوات الإمن التدخل والسيطرة وإحلال الأمن وتفادي ما حصل".
وأضافت: "نرجو الحرص على ألا يتعدى الضرر لبقية أبناء الجالية الإثيوبية المقيمة بصورة نظامية داخل المملكة العربية السعودية، كما نستنكر أعمال التحرش الجنسي على النساء والتعدي والترهيب والنهب والخطف الذي قام به بعض الشباب في الحي، وتأمل السفارة أن تقوم السلطات السعودية بإفادتنا عن ملابسات حادثة الموت وعمليات النهب والسرقة وتقديم كل من قام بذلك للعدالة".
وجاء في البيان: "تقوم سفارتنا بالتعاون مع السلطات السعودية وإمارة منطقة الرياض وجميع الجهات المعنية بتوفير السبل المناسبة لسرعة إنهاء إجراءات سفرهم إلى بلدهم، كما ننوه للجالية الإثيوبية بأنه يجب التعاون والحفاظ على ما من شأنه المحافظة على أمن واستقرار هذا البلد وبذل كل الجهد لذلك".
وذكر البيان: "تتقدم السفارة بأحر التعازي لأهل المقتول برصاص قوات الأمن، وكذلك الاثنين الإثيوبيين والسعودي الذين توفوا في ذلك الحادث المؤلم".