معظمنا سمع تنبيها من الطبيب أو اختصاصي التغذية حول مخاطر السكر الأبيض، مع نصيحة بالتقليل من استخدامه، وبناء على ذلك يعمد كثير إلى الاستغناء عن السكر في الشاي أو القهوة، معتقدا أن ذلك كاف لحمايته من مخاطر السكر الأبيض، إلا أنه في الواقع أن السكر الأبيض يدخل في تركيبة أكثر الأصناف الغذائية المتاحة لدينا، من الحلويات إلى المثلجات إلى العصائر سواء الطازجة، أو الصناعية، والمشروبات الغذائية وحتى في المخبوزات.
وتقول الدكتورة رويدة إدريس (استشارية تغذية) "حتى استهلاك ملعقة صغيرة من السكر يوميا سوف يسبب الاختلال الأيضية التي تساهم في الإصابة بالسمنة، وهو ما يتجاهله بعض، خصوصا في شهر رمضان والعيد الذي يكثر الناس من تناول الحلويات، فيما يحاول بعض تجنب تناول السكريات، ويعمد إلى التقليل من كميات السكر، ثم تناول شاي أخضر أو أحمر بعد الوجبة الدسمة أو الحلوة جدا، معتقدا أن تناول هذا الكوب كاف لإذابة كل السكريات التي تناولها، وهذا خطأ". وتنصح الدكتورة إدريس بتناول البدائل الصحية للسكر الأبيض، على أن لا تزيد كمياتها في اليوم الواحد عن 25 جراما فقط، محسوبة ضمن السعرات الحرارية المأخوذة من النشويات المسموح باستهلاكها يوميا.
وتوضح أن المحليات الطبيعية الصحية هي سكر الفواكه الفركتوز، أو عصير الفاكهة الطبيعي، والفواكه المجففة، وكذلك العسل الطبيعي، مشيرة إلى أن النشويات تتحول إلى سكريات، وتحسب أيضا كسكريات للجسم.
وتقول الدكتورة رويدة "السكر الصناعي أو الطبيعي إن تم تناوله بكميات كبيرة يقلل من كفاءة هرمون النمو، ويغذي الخلايا السرطانية في الجسم، كما يزيد من نسبة الكولسترول في الدم، ويسبب ضعف البصر، ويؤدي للشعور بالخمول، وضعف الذاكرة، بالإضافة لتدخله في إضعاف عملية امتصاص البروتين في الجسم، مما يسبب وهن العضلات، والأنيميا، كما يسبب السكر الحساسية الغذائية، ويؤدي لمرض ارتفاع نسبة السكر في الدم، ويساهم في تنشيط الأكزيما عند الأطفال، وله دور كبير في أمراض القلب، والأوعية الدموية، ويعتبر سببا أساسيا لهشاشة العظام لدى النساء".