دلائل
وجود الخالق تحيط بنا من جميع الجهات بدأ من معجزة التكوين المعقد
للذرة،إلى التكوين الخاص بأكثر جزء في الجسم تعقيدا وهو المخ البشري
ورغم كل عجائب الخلق من حولنا إكتشف العلماء معجزة أخرى تجسد عظمة الخالق وهي الدموع
قام
العالم وليام فرى وهو متخصص في الكيمياء الحيوية ومعه فريق من الباحثين
بدراسة إستغرقت 15 عام لبحث الدموع وكل ما يتعلق بها حيث إكتشفوا أن
الإعتقاد بأن( الأجهزة المسئولة عن إنتاج الدموع فى الجسم هى أجهزة ثانوية
يمكن الإستغناء عنها والعيش بدونها )هو إعتقاد خاطىء وأثبتوا ان الدموع لها
عدد لايحصى من الوظائف الحيوية الهامة فى الجسم البشري
طريقة خروج الدموع
يتشكل الجهاز الدمعي من غدة أساسية شبه أسفنجية توجد فوق مُقلة
العين تُسمى بالغدد الدمعية ومجموعة أخرى من الغدد الثانوية لإفراز الدموع المبللة لسطح العين بالإضافة إلى كيس دمعي لتصريف الدموع الزائدة وتتكامل وظيفة الجهاز الدمعي بفرز طبقة دمعية من الملتحمة أعلى التجويف العظمي للعين ويتم التخلص من الدموع الزائدة عن طريق فتحة تصريف القنوات الدمعية الموجود على جانبي الجفن العلوي والسفلي
ينقل الجفن ذلك السائل العجيب ليغطي به سطح
العين في أثناء عملية الرمش والإنسان العادي يرمش مرة واحدة كل ثانيتين إلى 10 ثوان
تركيبة الدموع
استغرقت الابحاث على السائل الدمعي حوالي 15 سنة لفهم تركيبه ومحتوياته
فالدمع
تركيبة معقدة يمكننا القول بأنه عبارة عن سائل ملحي المذاق يتكون من
أكسجين، صوديوم، بوتاسيوم، كالسيوم، ماغنسيوم، وأمونيا، الأزوت، فيتامين ب
12، فيتامين (ج)، الأحماض الأمينية، الحديد، النحاس، الزنك،
المنجنيز،الكلورين، الفسفور، البيكروبونات، الإنزيمات و60 نوعا من
البروتينات.
هذه
المكونات تزداد تعقيدا عند ملامستها للأغشية المخاطية داخل القناة الدمعية
فيضاف إليها الدهنيات والسكريات والأحماض الأمينية كذلك الإفرازات الدهنية
الغنية بالكولسترول وثلاثي الجلسرين والتي تغذي العين بأكملها وتحميها من
الالتهابات عند البكاء
وظائف الدموع
الوظيفة البصرية: تكاد تكون من أهم الوظائف حيث تحافظ الدموع على نقاء القرنية الذي يؤدي إلى رؤية واضحة
الوظيفة الدفاعية الوقائية:تساعد
الدموع على مرونة حركة الجفون وتطهيرها بصورة مستمرة وحمايتها من الاصابة
بالجفاف. فالدمع يحتوي على انزيمات تحلل الجراثيم و تحمي العين من
الالتهابات، ومن المدهش انها تبطل عملية 90 -95% من البكتيريا خلال فترة
5-10 دقائق فقط فتبقى العين سلية رغم تعرضها للجراثيم الضارة الموجودة
بكثرة في الهواء
وظيفة مرطبة: فهي سقاء للعين وطلاء ضروري، فإذا ماجفت العين انعدم البريق منها فتنكمش خلاياها وتغزوها العروق الدموية فيتجلد سطحها
وظيفة غذائية: حيث
يحمل الدمع بعض المواد المغذية للغشاء الظهاري في العين والأهم من ذلك هو
أن الجزء الأكبر من الأكسجين يأتي للقرنية من أكسجين الجو، ولا ننسى أنه
لولا الدموع لما أمكن تثبيت العدسات اللاصقة اذ تتوقف درجة تحمل العين
للعدسات على درجة مرونتها وترطيبها
وظيفة نفسية:إن
للدموع وظائف أخرى نفسية فهي تحمي من الإصابة بالأمراض النفسية، حيث ثبت
أن الشخصية التي تفرغ شحنات الانفعال أولا فأولا من خلال البكاء تقل لديها
فرص الإصابة بالاكتئاب والأمراض النفسية بعكس الشخصية التي تكبت انفعالاتها
ولا تعبر عنها بالبكاء
. والدموع
التي تنهمر كرد فعل للأحداث العاطفية تحتوي على هرمونات وبروتينات ومادة
الأندروفين الذي يعتبر مسكنا طبيعيا للألم وتساعد هذه المواد مجتمعة على
طرد المواد السامة من الجسم مساعدة بذلك في تخفيف حدة الضغط النفسي.
كما
أنه في أثناء البكاء تزداد كمية الدمع المنهمر بمقدار يفوق المعدل الطبيعي
بخمسين إلى مائة ضعف في الدقيقة وتسكب العين وسطيا 5 ملليمترات من الدمع
يوميا
اهمية البكاء للصحة النفسية والعاطفية
كشفت
دراسة امريكية أن البكاء مفيد للصحة النفسية والعاطفية وأنه من الخطأ أن
نكبت رغبتنا في البكاء إذا واجهتنا ظروف تستدعي ذلك فالدموع تلعب دورا
حيويا ومهمًّا في التخفيف من التوتر النفسي الذي يمكن أن يتسبب في تفاقم
بعض الأمراض مثل
قرحة المعدة، ارتفاع ضغط الدم، التهاب غشاء القولون المخاطي وغيرها الكثير
وربط
الدكتور فري بين التوتر والبكاء عن طريق تحليل آلاف من قطرات الدموع
واكتشف أن الدموع تحتوي على هرمونات تنتجها أجسامنا حينما نخضع للتوتر
النفسي، والبكاء يساعد في تقليل نسبة تلك الهرمونات تدريجيا كما يقلل نسبة
المغنيسيوم في الجسم والذي يؤثر على المزاج
وفي بعض الأحيان تسيل الدموع دون إرادة منا حين نضحك كثيرا أو نتثائب نتيجة لضغط العضلات على الغدة الدمعية فتستحثها لإفراز الدموع
البكاء بين الرجل والمرأة
أثبتت
الدراسات أن المرأة تبكي 4 أضعاف الرجل حيث تبين في أحد البحوث للدكتور
وليم فري عن الدموع أن المرأة تبكي 65 مرة في العام بينما يبكي الرجل 15
مرة فقط ويرجع سبب ذلك إلى أن حجم الغدد الدمعية لدى المرأة أكبر منها عند
الرجل
والأهم
من ذلك قول الدكتور فري أن عامل التكيف الحضاري موجود فلا يزال من المقبول
أن تظهر المرأة عواطفها أو تبكي بينما يتعلم الأولاد منذ سن مبكرة أن
البكاء يعني فقدان السيطرة على النفس وأنه عيب بالنسبة للرجل، فينمو الطفل
وهو قادر تدريجيا على التحكم في عواطفه بعيدا عن البكاء
وبما
أن الدموع تخرج المواد السامة من الجسم فإن حبس الدموع يعني التسمم
البطيء، ولهذا تعيش المرأة عمرا أطول من الرجل بعد أن تتخلص من السموم التي
تخرج عن طريق البكاء