«آلو.. السلام عليكم أخى فهمى»، فوجئ الرائد فهمى بهجت بالاتصال الهاتفى الذى جاءه من مدير البرامج القطرى بقناة الجزيرة الإخبارية يستأذنه فى مداخلة هاتفية لبرنامج «حصاد اليوم»، قائلاً له ما نصه: «بالتأكيد وزير الداخلية تعسف ضدك لأنك ساندت الشرعية وأيدت الرئيس مرسى فقام بفصلك صحيح؟؟» السؤال كان شارة قبول بهجت لإجراء المداخلة الهاتفية مع القناة القطرية.
لم يخف غرض القناة من المداخلة على الرائد المفصول حديثاً من الداخلية، حسب تأكيده، لذا رحب بإجرائها، ما شجع معدى البرنامج على الاتصال به مرة أخرى «احنا عايزين حضرتك تتكلم عن تلفيق محمد إبراهيم مقتل الجنود فى رفح للإخوان، رغم تسبب الوزارة فيها». وجاءت موافقة بهجت -المتحدث السابق باسم ضباط الشرطة- مشروطة هذه المرة «ممكن فى أول المداخلة أوجه كلمة شكر للجزيرة ومهنيتها؟».
بهجت بدأ مداخلته بشكر القناة، وحيادها ومهنيتها، وأنها رغم مطلب معديها منه بأن يدعى على وزارته ما ليس فيها فإن القناة ملتزمة بمعايير المهنية التى يدعمها الأمير تميم بن موزة». كلمات بهجت نزلت كالصاعقة على المذيع المصرى ولم يستطع تداركها سريعاً، ما جعله يتيح له الهواء لمدة دقيقتين «الجزيرة قناة خائنة ولا تتعامل بمهنية عكس ما تدعى».
3 مرات كرر فيها بهجت اسم «تميم بن موزة» كانت كفيلة بقطع الاتصال من قبل القناة القطرية، بعد أن لقنها درساً فى الحياد والمهنية التى تدعهما، مجدداً مطالبته للمصريين العاملين فى القناة بغسل عارهم والاستقالة منها فوراً، وقال لـ«الوطن» إن تصرفه نابع من إدراكه نية القناة وطريقة عملها، ومن كونها تناصر قضيته ليس حباً فيه أو إنصافاً للمظلوم، بل كيداً فى المصريين وتحريضاً على النظام بعد خلع مرسى».
وكان فهمى بهجت يعمل فى إحدى إدارات وزارة الداخلية وكان يتحدث إلى الفضائيات تعليقاً على تصرفات القيادات الإخوانية، وأخرها مداخلة له مع وائل الإبراشى فى العاشرة مساءاً أثناء استضافته لعاصم عبدالماجد القيادى بالجماعة الإسلامية، وهاجم بهجت يومها عاصم عبدالماجد واتهمه بقتل 109 من الشرطة والمدنيين فى أسيوط.
وقررت وزارة الداخلية إحالة «بهجت» إلى الاحتياط لكثرة حديثه فى البرامج الحوارية فى الفضائيات.