نصيحة ثمينة في طاعة الوالدين وعدم معصيتهما لعلامة الجنوب أحمد بن يحيى النجمي رحمه الله الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وبعد :فحق الوالدين هو أعظم حق بعد حق الله عزوجل لأنهما سبب وجودك ولأنهما تعبا عليك في صغرك، وربياك حتى شببت عن الطوق وصرت مكلفة مثلهما، لذلك فقد أوصى الله بحقهما وأكثر من ذلك، بل نهى عن كل لفظ يجرح شعورهما ولو كان تأففا، قال تعالى : { وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل ربي ارحمهما كنا ربياني صغيرا } وفي الحديث عن ابن عمر رضي الله عنهما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( الوالد باب من أبواب الجنة فإن شئت فاحفظ ذلك الباب، وإن شئت فأضعه) وفي الحديث : ( بروا آباكم تبركم أبنائكم وعفوا تعف نسائكم) فالبر والعقوق دين، فمن بر والديه بره أولاده، ومن عق والديه عقه أولاده.ويحكى أن رجلا كان يضرب والده ويسحبه إلى باب البيت برجله، فأعطاه الله ولدا يضربه، ويسحبه برجله إلى باب البيت الخارجي فكان إذا سحبه إلى الباب يقول له : (اتركني فما كنت أجر أبي إلا إلى هنا) فيقول الولد : هذه الزيادة صدقة عليك!!ولما لقى ابن عمر رضي الله عنهما رجلا يطوف بالكعبة وهو حامل أمه على ظهره قال: ( يا بن عمر أتراني جزيتها) قال: لا ، ولا بزفرة.فقولوا لمن يضرب والديه انتظر جزاء عقوقك في هذه الحياة الدنيا قبل الآخرة. أما ما يكون في "البرزخ" وفي "الآخرة" فذلك فوق ما تتصور لأن عقوق الوالدين من أكبر الكبائر، لما ثبت في الصحيح عن أبي بكرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ؟ قالوا: بلى يا رسول الله. قال: الإشراك بالله وعقوق الوالدين) وكان متكئا فجلس، فقال: ألا وقول الزور. فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت.فأرض والديك يا عبدالله يرضى الله عنك كما في الحديث: ( رضى الله في رضى الوالد وسخط الله في سخط الوالد). ومن كان يريد رضى الله فليرضي والديه وسيبلغ بذلك الجنة إن شاء الله والسلام.