كيف تمرضون وعندكم الليمون غني بالمواد الحيوية والأملاح المعدنية مثل الكالسيوم والحديد والنحاس والفسفور والمنغنيز
يحتوي على الأكسجين الكيميائي الذي يزيد عملية التنفس الطبيعي في منح الإنسان الحياة الجديدة
غناه بمضادات الأكسدة الطبيعية يحسن من كفاءة الدورة الدموية وينقي الجسم من السموم
يزيد من إفراز هرمون السعادة "الأندروفين" ويفيد في الحفاظ على النشاط والحيوية
المقولة المعروفة "كيف تمرضون وعندكم ملكة الفواكه", لم تأت من فراغ, فثمرة الليمون عرفت منذ القدم بقدراتها العلاجية لما تحتوي عليه من فوائد. فهي غنية بالمواد الحيوية والأملاح المعدنية مثل الكالسيوم والحديد والنحاس والفسفور والمنغنيز. بالاضافة للمواد الحمضية مثل حمض الستريك وسترات الكلس والبوتاس, كما أنها تضم مجموعة قيمة من الفيتامينات منها فيتامين (أ, ب المركب) و(ج, سي) الى جانب الأكسجين الكيميائي الذي يزيد من عملية التنفس الطبيعي فيمنح الانسان الحياة الجديدة, علاوة على غناها بمضادات الأكسدة الطبيعية التي تحسن من كفاءة الدورة الدموية, وتنقي الجسم من السموم وتحد من الاصابة بالأمراض وبخاصة الخطيرة منها.
ورغم ان كثيرين يعشقون مذاق الليمون, ويحرصون على تناوله كشراب مستقل أو باضافته على بعض الأطعم¯ة والمشروبات الأخرى, لاكسابها طعما ورائحة ونكهة مميزة, فانه لم يفكر احد منا في استنشاق ثمرة ليمون كما يفعل مع الزهور, وربما يرجع ذلك لجهلنا الفوائد الصحية التي يمكن أن تعود على أجسامنا جراء استنشاق ثمار الليمون.
ويبدو أن استنشاق الليمون لن يكون غريبا بعد اليوم, وقد يصير عادياً بعد أن أثبتت دراسة علمية أجريت في جامعة طوكيو اليابانية, أن لاستنشاق رائحة الليمون فوائد ضخمة, حيث توصل فريق علمي الى أن استنشاق رائحة الليمون يقتل الشعور بالاجهاد العضل¯ي والبدني. وعثر لأول مرة على مركب يدعى "لينالول"موجود في روائح الفواكه والحمضيات, كالليمون, وله تأثير فعال في تقليل الاجهاد, اذ يؤثر على 109 من جينات الجسم البشري, وفيها ما يسبب ارتفاع كرات الدم البيضاء في الدورة الدموي¯ة, نتعرف من خلال هذا التحقيق على الفوائد الصحية لاستنشاق الليمون ومادة لينالول التي يحتوي عليها وتأثيرها وذلك من خلال آراء الخبراء والمختصين.
يقول المهندس جمال سعد محمود مدير ادارة مكافحة الآفات بمديرية زراعة القاهرة: ينتمي الليمون الى العائلة السذيبة Rutaceae والتي منها البرتقال واليوسفي والنارنج والليمون الهندي والغريب فروت وغيرها. وتعرف أيضا هذه العائلة "بالموالح" أو الحمضيات والاسم العلمي: Citrus limonum Risso, Citrus limon (L.) Burm, وأشجار الليمون دائمة الخضرة, أوراقها رمحية أو بيضاوية وذات أسنان, مدببة. وتحمل زهور بيضاء بالداخل, وردية على حواف البتلة, تصل حتى ارتفاع 6 امتار, وتحمل أشجار الليمون الثمار طوال العام, ويجني المزارعون الثمار مرتين الى عشر مرات في العام الواحد, ويعتقَد أن الليمون قد ظهر في جنوب شرق اسيا, وهناك نوعان مختلفان من الليمون: حامض وحلو, ويحتوي عصير الليمون على عدد من العناصر الفعالة مثل حمض السيتريك, حمض الماليك, سيترات البوتاسيوم والكالسيوم,معادن, فيتامين سي, لعاب نباتي, سكريات, هتروزيد. كما أن زيت الليمون المعروف برائحته المنعشة يدخل في صناعة مستحضرات التجميل والعطور, وخصوصا كلونيا ما بعد الحلاقة للرجال لما له من خواص مطهرة للبشرة وقابضة للمسام, كما يتميز زيت الليمون بخواصه المهدئة, لذا فهو يساعد على التخلص من الاجهاد الذهني, والارهاق البدني, والتوتر, والقلق, وكذلك في حالات الدوخة والدوار, والعصبية. كما أن استنشاق رائحة زيت الليمون يساعد على انعاش الذهن وزيادة التركيز.
يقول الدكتور يوسف محمود رضوان استشاري الطب النفسي: استنشاق رائحة وزيت ثمار الليمون له قدرة عجيبة على رفع المعنويات وانشراح الصدور ويعود على مزاج الانسان بفوائد جمة, حيث يعمل على تنشيط أعصاب الشم ومن ثم تنشيط النظام المحيط العاطفي في الدماغ والمرتبط بالمزاج والذاكرة, كما يساعد على التنفس بشكل صحيح, ما يزيد من صفاء العقل ويعزز طاقة الجسم ويحسن المزاج.
واستنشاق عبق الليمون يريح الأعصاب ويزيد من افراز هرمون السعادة "الاندروفين" ويفيد في الحفاظ على النشاط والحيوية ويزيد الشعور بالسرور والنشوة, حيث أثبتت دراسة علمية أميركية أن مركب "لينالول" المتوافر في رائحة ثمار الليمون يعمل على تنشيط مراكز السرور والسعادة في الدماغ ويثير المناطق المسؤولة عن مشاعر السرور والبهجة, ويعمل على افراز مركب كيميائي طبيعي يعمل بدوره على تحسين المزاج وتخفيف الضغوط النفسية وازالة القلق والتوتر وبعث السرور والفرح وبث الشعور بالراحة والطمأنينة وزيادة القدرة على تحمل الألم وتخفيف الحزن وتفريغ الغضب.
ورائحة الليمون غنية بمادتي "الليسين" و"الارجينين" اللتين تكافحان المشاعر الحزينة وتقومان بدور فعال في تهدئة الأعصاب وضبط المزاج ومحاربة الاكتئاب, كما أن استنشاق الليمون يعمل على زيادة مادة "السيروتونين" التي تبقي على مزاج جيد وتخفض هرمون التوتر "الكورتيزول" وتزيد من شعور الانسان بالراحة والهدوء والسعادة.
وفوائد استنشاق رائحة الليمون لا يمكن حصرها في تحسين المزاج, فالليمون ورائحته فوائد صحية كثيرة منها علاج الزكام والبرد وأمراض الكلى والحمى واليرقان والكبد, كما ان الليمون معقم جيد للفم ويقتل الميكروبات والفيروسات ويزيل أوجاع والأم العمود الفقري ويقوي جدار المعدة والأمعاء ويساعد على تنقية الدم من السموم ويزيد من سرعته وجريانه ويمنع النزيف ويقضي على الكوليسترول وهو فاتح للشهية ويساعد الجهاز الهضمي على العمل بالكفاءة المطلوبة ويشفي من آلام المفاصل وتصلب الشرايين والآلام الروماتيزمية ونافع لضيق التنفس ويمنع التجاعيد والشيخوخة المبكرة ويزيد بريق العينين ويقوي النظر والجلد.
وعن طرق استخلاص زيت الليمون واستنشاق رائحته يقول الشيخ جمال العطار, يكون ذلك عن طريق عصر الليمون بقشره أو عن طريق عملية التقطير للقشور وأيضا لزهوره وبعدها يصفى, وينصح الشيخ جمال في حالة شراء زيت الليمون من الأسواق بالتأكد من أنه مصنع من مصدر طبيعي ولا يحتوي على مكسبات صناعية.
وعن طرق استخدامه يقول الشيخ جمال يمكننا اضافة قطرات من زيت الليمون على الماء ويوضع في الفواحة ويتم استنشاقه, أو أننا نضيف 10 نقاط من زيت الليمون الى ماء الاستحمام, أو وضع قشر الليمون في الماء, كما يتم اضافة قطرات من الليمون أو زيته على الشاي الساخن, أو شرب عصير الليمون.
