تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :
حديث شريف
عن أبي ثعلبة الخشني رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله تعالى فرض فرائض فلا تضيّعوها، وحدّ حدودا فلا تعتدوها، وحرّم أشياء فلا تنتهكوها، وسكت عن أشياء رحمة لكم غير نسيان فلا تبحثوا عنها". حديث حسن، رواه الدارقطني وغيره .
صيد الخاطر
ما أخذ العبد ما حرم عليه إلا من جهتين إحداهما سوء ظنه بربه وأنه لو أطاعه وآثره لم يعطه خيرا منه حلالا والثانية أن يكون عالما بذلك وأن من ترك لله شيئا أعاضه خيرا منه ولكن تغلب شهوته صبره وهواه عقله. فالأول من ضعف علمه والثاني من ضعف عقله وبصيرته قال يحي بن معاذ: من جمع الله عليه قلبه في الدعاء لم يرده. إذا اجتمع عليه قلبه وصدقت ضرورته وفاقته وقوي رجاؤه فلا يكاد يرد دعاؤه.
إضاءة
إن الله سبحانه قد خلق النفس- كما قال ابن القيم رحمه الله - شبيهة بالرحى الدائرة التي لا تسكن ولا بد لها من شيء تطحنه، فإن وضع فيها حب طحنته، وإن وضع فيها تراب طحنته، وان وضع فيها حصى طحنته, فالأفكار والخواطر والوساوس التي تجول في النفس هي بمنزلة الحب الذي يوضع في الرحى، و تلك الرحى لا تبقى معطلة قط، بل لا بد لها من شيء يوضع فيها، فمن الناس من تطحن رحاه حبا يخرج دقيقا ينفع به نفسه وغيره، وأكثرهم يطحن رملا وحصى وتبنا ونحو ذلك فإذا جاء وقت العجن والخبز تبين له حقيقة طحينه.