جيمس بيكر: الدولار أنقذ أميركا من أزمة
أبو ظبي - شفيق الأسدي
خرج ملتقى أسواق المال العالمية الخامس في ختام أعماله في أبو ظبي، برؤية مشتركة تؤكد مواجهة الاقتصاد العالمي تحديات جدية خلال العامين المقبلين، مع «وجود فرص مهمة للنمو والاستثمار».
وأعلن الرئيس التنفيذي لمجموعة «بنك أبو ظبي الوطني» مايكل تومالين، في تصريح إلى «الحياة» عن رؤية الملتقى في التعامل مع أزمة المال العالمية والأزمة الأوروبية، أن المجتمعين الذين يمثلون القطاع الحكومي والمصارف والشركات العامة والخاصة، شددوا على «ضرورة التدخل الحكومي في القطاعات الاقتصادية لتحقيق نمو أسرع في الاقتصادات الإقليمية والعالمية». ولفت إلى أن المصرف «طرح سندات في السوق الأسترالية بقيمة 300 مليون دولار أسترالي، بفائدة خمسة في المئة»، كاشفاً أن الاكتتاب فيها تجاوز 1200 مليون دولار أسترالي».
وناقش الملتقى، الذي ينظمه «بنك أبو ظبي الوطني»، في اليوم الثاني والأخير منه، الأوضاع الاقتصادية في الإمارات ودول العالم. وشارك في أعماله 1300 شخص من صناع القرار والخبراء في القطاع المالي الإقليمي والعالمي.
وأكد تومالين، «متانة الوضع الاقتصادي في الإمارات وأهميتها للمستثمرين»، موضحاً أن أبو ظبي «تواصل جهودها لتنويع اقتصادها وتقليص الاعتماد على القطاع النفطي الذي يشكل 40 في المئة من الناتج المحلي، وفتح الأبواب للاستثمارات». وأشار إلى أن «رؤية أبو ظبي 2030"، وضعت الأسس لتعزيز مكانة ألإمارة كمركز مالي عالمي». وأشار إلى أنها «مفتوحة للمستثمرين».
وأعلن أن «بنك أبو ظبي الوطني» يواصل توسعاته الدولية «تماشياً مع النمو الكبير للتبادل التجاري للإمارات وبقية دول المنطقة، وسيدشّن عملياته المصرفية في لبنان وجنوب السودان والبرازيل هذه السنة». ولفت إلى أن المصرف «يسعى إلى توسيع عملياته من 15 دولة حالياً إلى 41 دولة خلال عشر سنوات».
وفي ورقة بعنوان «خطة للنمو بعد الكساد»، عرض وزير الخارجية وزير الخزانة الأميركي السابق جيمس بيكر، وضع الاقتصاد العالمي مع التركيز على الاقتصاد الأميركي. وقال إن الاقتصاد العالمي «بدأ التعافي من أزمة المال في الأسواق منذ العام 2008»، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة «تشهد نمواً لكن معدله لا يزال بطيئاً، وتحتاج إلى سنوات كثيرة لمعالجة مشكلة البطالة جذرياً».
ووصف بيكر، الوضع الاقتصادي في أميركا بـ «القنبلة الموقوتة»، معتبراً أن «الدولار نجح في حماية الولايات المتحدة من وضع اقتصادي مشابه لليونان». وأكد أن «المشاكل التي تواجهها أميركا أقل صعوبة من المشاكل التي تواجهها أوروبا، وباتت الأسواق الناشئة النقاط المضيئة في الخريطة الاقتصادية». ورأى أن «مشكلة الدين الأميركي تتطلب من الأحزاب السياسية في أميركا القيام بجهود للوصول إلى حل وسط». وأعلن أن «سوء إدارة العمل السياسي والاقتصادي ساهم في عدم الوصول إلى حل وسط».
وقدّم مؤلف كتاب «فشل المنطق: قصة انهيار ليمان براذرز» لورانس مكدونالد، ورقة عمل حول «فقاعة السندات»، مشيراً إلى خطورة الاعتماد في شكل كبير على وسيلة واحدة للتمويل».
وقوّم المدير العام لمجموعة التغطية العالمية في أسواق المال العالمية في «بنك أبو ظبي الوطني» سامح عبدالله القبيسي، مناقشات الملتقى التي «ساهمت في تقديم معلومات قيّمة للمشاركين، عزّزت مكانة أبو ظبي كمركز عالمي ووجهة جاذبة للاستثمار».
