الصلاة والسلام على أشرف الخلق سيدنا محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد
حوار بين مسلم ومسيحي يبين الفرق بين مكانة المسيح عليه السلام في الإسلام ومكانته عند المسيحين
سنحاول في هذا الحوار أن نبين من على حق ومن على باطل ونبين كيف ينظر الإسلام إلى سيدنا عيسى عليه السلام و أين مكانة المسيح بن مريم في ديينا الحنيف الإسلام و مكانته عند المسيحيين
حوار هادئ بين مسلم ونصراني
المسلم : مَن الذي خلقَ هذا الكون وخلَقَك وخلَقنا جميعًا ؟
النصرانى : اللَّه .
المسلم: مَن هو اللَّه ؟
النصرانى : المسيح .
المسلم : هل أفهمُ مِن هذا أنَّ المسيح خَلَقَ أمَّهُ مريم ؟! وخَلَقَ موسى الذي جاء قَبْلَه ؟!
النصرانى : المسيح ابنُ اللَّه .
المسلم : وإذا كان هو ابنُ اللَّه حَسْبَ قَولك , فهل تُؤمنُ بأنَّه قد صُلِبَ على الصَّليب ؟!
النصرانى : نعم .
المسلم: هل أفهمُ من هذا أنَّ اللَّهَ لم يَستطعْ إنقاذَ ابنه من الصَّلب ؟!
النصرانى : إنَّ اللَّهَ أرسلَ ابنَه لِتَكفير خَطايَا ابن آدم . أقصدُ أنَّ اللَّهَ هو الذي نزلَ في بَطْن العذراء مريَم , وولَدَ يَسوع , فهو تَجسَّد في يسوع .
المسلم : إذا كان الرَّبُّ قد نزلَ إلى الأرض لِيَدخُلَ في بطن أمِّه , ويَتغذَّى جنينًا تسعةَ أشهر , ويَخرج مولودًا مُلَطَّخًا بالدِّماء , ثمَّ يَتربَّى ويَتعلَّم القراءة والكتابة والأدب , ثمَّ يَكبُر فيُعلِّم أصحابَه الشَّريعة , ثمَّ يَثُور عليه اليهود , فيَهرب منهم كما جاء في كتابكُم المقدَّس , ويَطلُبوه ويَدلُّهم عليه أحد تلاميذه (يَهوذا الأسخريوطي) , فيَجدُوه , وإلى خشبة الصَّلب يَدقُّوه , ثمَّ بِتَاج الشَّوك يُتَوِّجوه , ثمَّ من شراب الخلِّ والمرِّ يَسْقُوه , ثمَّ يَقتلُوه , ثمَّ يَدفنوه , ثمَّ يقوم بعد ثلاثة أيَّام من قَبْره لِيَصعد إلى السَّماء , فقُلْ لي بِرَبِّكَ : لِمَ هذه المعاناة وهذه المآسي ؟! وهل تَرضَى أن يكونَ لك ربٌّ كهذا يُعامَل معاملَة المجرمينَ الخارجين عن القانون ؟! وهل هذا هو الذي خَلقَ الكونَ والبَشَر ؟! وإذا كان قد دُفِنَ ثلاثة أيَّام في قَبره مَيِّتًا , فَمَنْ كان يُدَبِّرُ شؤون العالَم في ذلك الوقت ؟!
وإذا كنتَ تعتقدُ أنَّ المسيح إلَهًا لأنَّه وُلِدَ مِن غير أب , فَمِنْ باب أوْلَى أن يكونَ آدم عليه السَّلام إلَهًا لأنَّه خُلِق مِن دون أب ولا أمّ , أليس كذلك ؟!
ثمَّ قُلْ لي بِرَبِّك : هل تُؤمنُ حقّا بأنَّ المسيحَ صُلِبَ على الصَّليب ؟
النصرانى : نعم .
المسلم: إذًا اسْتَمعْ إلى ما جاء في سفر التَّثنية : وإذا كان على إنسانٍ خَطيَّةٌ حَقّها الموتُ , فَقُتِلَ وعَلَّقْتَه على خشبة , فلا تَبِتْ جُثَّتُه على الخشبة بل تَدْفِنُه في ذلك اليوم لأنَّ المعَلَّقَ مَلْعونٌ من اللَّه . فلا تُنَجّسْ أرضَكَ التي يُعطيكَ الرَّبُّ إلَهكَ نَصيبًا . (سفْر التَّثنية - الإصحاح الحادي والعشرون 22 - 23) .
فهل يُعقَل أن يكونَ المسيح مَلْعُونًا ؟!
النصرانى : لَم يَقُل ذلك أيُّ مسيحي .
المسلم: استَمِعْ إذًا لِما يَقوله شاؤول الذي تُسَمُّونه بولس , وهو من أقدس النَّاس عندكم , وبالتَّحديد في رسالته إلى أهالي غلاطية : المسيحُ افتَدانا مِن لَعنة النَّاموس , إذْ صار لَعنةً لِأجلنا , لأنَّه مكتوبٌ : مَلعونٌ كلُّ مَن عُلِّق على خشبة . (غلاطية – الإصحاح الثَّالث 13) .
أرأيتَ أنَّنا نُحِبُّ المسيحَ أكثر منكم , ونُنَزِّههُ مِمَّا تَرْمونَه به ؟!
أتمنى أن نكون قد وضحنا بعض الأمور إلى حضراتكم وأتمنى من الله أن يثبتنا على دين الإسلام في الدنيا وفي الآخرة ويوم العرض وتحت الأرض
آمين آمين آمين
في أمان الله وحفظه