فتاة سورية تروي لـ«الحياة» مشاهد التعذيب والاغتصاب في سجون نظام الأسد
جدة – عبدالرحمن باوزير
وصلت إحدى الفتيات السوريات ممن نَجَوْنَ من سجون المخابرات السورية (فرع فلسطين) في دمشق، إلى جدة (غرب السعودية) أخيراً، بعد صفقة لتبادل الأسرى بين نظام بشار الأسد والجيش السوري الحر الذي يحاربه.
وقالت ختام محمد (20عاماً) لـ«الحياة»: «بعد اعتقالي لدى المخابرات السورية نحو 50 يوماً، تم الإفراج عني ضمن صفقة مبادلة 2130 معتقلاً، في مقابل 48 إيرانياً قام بتسليمهم الجيش الحر إلى النظام في 9 كانون الثاني (يناير) الماضي».
وأوضحت محمد الطالبة في حقوق جامعة دمشق أنها اعتقلت في 11 تشرين الثاني (نوفمبر) 2012، في ساحة باب السريجة في دمشق، بعد أن نظّمت مظاهرة طلابية ضد النظام السوري، وهي تحمل لافتة كتب عليها «فقط في سورية يُعتقل العقل المفكر»، احتجاجاً على قيام النظام باعتقال طلاب يحملون أفكاراً مناوئة لبشار الأسد.
وقالت: «مثل هذه المظاهرات لا تستمر عادة لأكثر من دقيقتين، نظراً للانتشار الأمني الكثيف في أرجاء العاصمة حينها، وخلال ذلك تم اعتقالي واثنتين من زميلاتي ممن شاركن في هذه المظاهرة من جانب الأمن السوري».
وأكدت أنها شاهدت خلال اعتقالها الكثير من الجرائم التي يرتكبها نظام الأسد ضد السجناء والمعتقلين، خصوصاً في العنابر النسائية، ورأت الكثير من الانتهاكات الإنسانية، والممارسات غير الأخلاقية ضد المعتقلين، مضيفه أن من يثبت ارتباطهم بالجيش الحر لا يلبثون كثيراً في السجن، إذ ينقلون إلى فرع آخر من السجون.
وذكرت أن سجون المخابرات السورية تتم فيها ممارسات ممنهجة في التعذيب، ابتداء بالضرب، مروراً بالصعق الكهربائي والحرمان من الطعام، وانتهاءً بالاغتصاب. وقالت: «شهدت حالات اغتصاب وتعذيب في العنبر النسائي ضد الكثير من النساء السوريات اللواتي ثبت عليهن التواصل مع الجيش الحر، وكانت في مقابل عنبرنا غرفة مخصصة لتعذيب الشبان، وكنا يومياً لا نستطيع النوم، بسبب صرخات المعتقلين من الشبان والفتيات جراء التعذيب والضرب المتكرر».
وذهبت إلى أن الضرب للسجناء والسجينات يكون في بعض الأحيان عشوائياً، بقصد التعذيب والترهيب، فيما تحظر إدارة السجن على السجينات صلاة الجماعة، وتعاقب كل من يخالف أنظمتها بالتعذيب.
وأوضحت خلود (شقيقة ختام) التي تقطن مع عائلتها في جدة (غرب السعودية) لـ«الحياة»، أنه بعد مرور أكثر من شهر على اختفاء شقيقتها وردتهم اتصالات من مصادر مجهولة تؤكد أنها معتقلة في أحد سجون النظام، وأن ثمن مكالمتها والاطمئنان عليها تبلغ قيمته 3 آلاف دولار.
وزّعت الحملة الوطنية السعودية لإغاثة النازحين السوريين، التي وجّه بتنفيذها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وبإشراف من وزير الداخلية المشرف العام على الحملة الأمير محمد بن نايف، أمس (الأحد) 50 جهاز تدفئة يعمل بالمازوت، و 1100 بطانية، على 270 أسرة من الأسر السورية الموجودة في المنطقة.
وواصلت الحملة - بحسب وكالة الأنباء السعودية - محطتها الثانية في توزيع المساعدات، كما بدأت المرحلة الثالثة في توزيع أجهزة تدفئة تعمل بالمازوت، في إطار مساعدة ودعم النازحين السوريين في منطقة دير عمار في مدينة طرابلس الشمالية اللبنانية.
وأوضح مدير مكتب الحملة في بيروت وليد الجلال أن الحملة بدأت المرحلة الثالثة بالتزامن مع المرحلة الثانية المتمثلة في توزيع الأغطية والبطانيات، مؤكداً أنه سيتم توزيع 5 آلاف جهاز تدفئة على النازحين السوريين في لبنان خلال الأيام القليلة المقبلة، ضمن المرحلة الثالثة من عمل الحملة.