الراعي من دمشق: الحل في سورية سياسي
بيروت - رويترز
دعا مسؤولون روحيون مسيحيون من كنائس الشرق وفي طليعتهم بطريرك الموارنة بشارة الراعي خلال حفل تنصيب بطريرك إنطاكيا وسائر المشرق للروم الارثوذكس في دمشق، إلى "حل سياسي للازمة المستمرة في سورية منذ 22 شهراً".
وقال الكردينال الراعي، الذي شارك في حفل تنصيب البطريرك الجديد للروم الارثوذكس يوحنا العاشر اليازجي في كنيسة الصليب المقدس وسط دمشق "كل ما يقال ويطلب من أجل ما يسمى إصلاحات وحقوق إنسان وديمقراطيات هذه كلها لا تساوي دم انسان واحد بريء يراق".
وخاطب البطريرك اليازجي قائلاً "تأتي في زمن صعب في سورية العزيزة المتألمة. جئنا لنقول معك كل تضامننا لشعبنا هنا المجروح المتألم. نحن نحمل معا إنجيل السلام إنجيل الاخوة إنجيل كرامة الانسان وقيمته فكل إنسان بل كل دم بريء يسقط على الارض الطيبة هو دمعة من عيون المسيح".
وانتقد الراعي الربيع العربي، وقال إن "العنف وإراقة الدماء تحوله إلى شتاء. ودائما ما يتوخى الراعي الحذر من دعم أي من طرفي الصراع في سوريا ولكنه تبنى موقفا أقرب إلى الأسد بقوله، إن "الإصلاحات لا تفرض فرضا من الخارج بل تنبع من الداخل".
وقال الراعي (72 عاما) إنه شعر بالحزن من رؤية الناس وهم يفرون من العاصمة أثناء توجهه إلى دمشق.
وزيارة الراعي الى دمشق هي الأولى التي يقوم بها بطريرك ماروني لسورية منذ استقلال لبنان في عام 1943. ويبلغ عدد أتباع الكنيسة المارونية في لبنان 900 ألف ويمثلون ربع سكان البلاد.
وكما هو الحال حيال الازمة في سورية، فإن اللبنانيين إنقسموا بشأن زيارة البطريرك الماروني الى دمشق.
وقال منسق الامانة العامة لقوى 14 اذار المعارضة فارس سعيد " يصر البطريرك الراعي على إعطاء الطابع الرعوي لهذه الزيارة بينما نحن نرى بانها زيارة سياسية بإمتياز وكان بنتيجتها بأن إستفاد نظام بشار الاسد من هذا المشهد المسيحي للقول بانه أولا يحمي الأقليات المسيحية في سوريا وفي لبنان وبان سوريا بألف خير". وأضاف "نحن نؤكد بان مشهد الكنائس المشرقية الثلاثة الموارنة والروم الكاثوليك والروم الارثوذوكس بمشهد رعوي تحت حماية أمن بشار الاسد وأمن النظام يسيء للجماعة المسيحية ووضعهم في مواجهة الغالبية الاسلامية. واشبه هذا المشهد عندما باركت الكنيسة الكاثوليكية خلال الحرب العالمية الثانية السلاح النازي".
في المقابل قال الرئيس اللبناني ميشال سليمان للصحفيين انه "مع هذه الزيارة"، مضيفاً "على البطريرك ان يقدر مصلحة المسيحيين وليس على رئيس الجمهورية ان يقول له ما هو واجبه".