التأييد الأميركي للغارة الإسرائيلية على سورية لكبح «حزب الله» وتحسباً من «الجهاديين»
واشنطن - جويس كرم
يعكس الأسلوب الأميركي في التعامل مع الغارة الإسرائيلية داخل سورية والاكتفاء بدعم المعارضة السورية «إنسانياً وسياسياً»، حذراً متزايداً من واشنطن من وصول أسلحة متطورة إلى «حزب الله» ومن عسكرة المعارضة وتنامي نفوذ «الجهاديين» في صفوفها. وقد تحتم هذه المعطيات واستمرار النزاع، تنسيقاً أميركياً - إسرائيلياً أكبر في هكذا ضربات مستقبلاً، ولتفادي «الخط الأحمر» بفقدان السيطرة على الأسلحة الكيماوية السورية.
ونقلت مجلة «تايم» الأميركية عن مسؤولي استخبارات غربيين قولهم إن الغارة استهدفت «أكثر من موقع في الليلة نفسها» أي الأربعاء الماضي وأن إسرائيل «تلقت ضوءاً أخضر من الولايات المتحدة « قبل الغارة وللقيام بالضربات.
وأفاد أحد المسؤولين بأن «الجيش الأميركي أبدى استعداداً لتنفيذ ضربات مشابهة حول حلب في حال هدد الثوار بالسيطرة على مراكز أسلحة للدمار الشامل في تلك المنطقة».
وبعد الغارة، التي وفق التقارير استهدفت قافلة صواريخ متطورة كانت تُنقل إلى «حزب الله» ومركز أبحاث كيماوية في دمشق، كان الموقف الأميركي واضحاً لجهة تحذير الحكومة السورية من إرسال هكذا سلاح إلى «حزب الله»، ومن استخدام أو نقل السلاح الكيماوي.
ويعكس الموقف الأميركي تأييداً لتحرك تل أبيب على الجبهة السورية، وتفادياً لسيناريوين، الأول وقوع الأسلحة المتطورة في يد «حزب الله»، والثاني سيطرة مجموعات متطرفة داخل سورية على هذه الأسلحة أو المراكز.
ويُعرف أن منطقة جمرايا التي استهدفتها الغارة، كانت نقطة اشتباك بين النظام ومعارضيه قبل أيام من الضربة. كما تم تنفيذها في ضوء تنسيق مستمر وشبه يومي بين إدارة باراك أوباما وحلفاء إقليميين بينهم تركيا وإسرائيل حول سورية. وهي تتماشى أيضاً مع تحذير أوباما نهاية الصيف الماضي النظام من اللجوء إلى السلاح الكيماوي، ومع نشر وزارة الدفاع (بنتاغون) صور أقمار الاستطلاع فوق سورية في كانون الأول (ديسمبر) الماضي التي تكشف تحركاً متسارعاً من النظام في بعض مستودعات الأسلحة الكيماوية.
وفي مدلولها السياسي، جاءت الغارة بعد يومين من رسالة أوباما الموجهة إلى السوريين التي تعهد فيها بضخ ١٥٥ مليون دولار من المساعدات الإنسانية، إنما من دون تضمينها أي مساعدات عسكرية.
وستزيد المخاوف من فقدان السيطرة على السلاح الكيماوي في تردد واشنطن بتسليح المعارضة. فالإدارة الأميركية وعلى رغم كشف صحيفة «نيويورك تايمز» أن الوزيرة السابقة هيلاري كلينتون ومدير وكالة الاستخبارات المركزية (سي.أي.أي) السابق ديفيد بترايوس نصحا أوباما بإرسال سلاح إلى المعارضة الصيف الماضي لم تتخذ قراراً بتسليح المعارضة.
ولا يساعد تنامي نفوذ «جبهة النصرة» ومجموعات أخرى متطرفة في تهدئة المخاوف الأميركية، لا بل سيزيد من النقاش الداخلي في الإدارة حول هذه المسألة وسيجعل من غارة الأربعاء الماضي خياراً قابلاً للتكرار في حال استمرار النزاع المسلح وعوامل الفوضى وعدم الوصول إلى حل سياسي.