المنتخبات العربية تستعد لرحلة جديدة في كأس آسيا
دبي - أ ف ب
تستعد المنتخبات العربية لكرة القدم لرحلة جديدة عندما تخوض بدءاً من غد
(الأربعاء) غمار التصفيات المؤهلة إلى كأس آسيا المقررة نهائياتها في
أستراليا عام 2015.
وتأتي تصفيات كأس آسيا بعد أكثر من أسبوعين على انتهاء دورة كأس الخليج
الـ21 في البحرين، التي أفرزت معطيات جديدة تتعلق بالمنتخبات المشاركة فيها
التي تشارك جميعها فيها، فضلاً عن منتخبات الأردن وسورية ولبنان.
كما أنها تنطلق قبل الجولات الثلاث الأخيرة من الدور الرابع الحاسم
للتصفيات الآسيوية المؤهلة إلى مونديال 2014 في البرازيل، إذ تستمر في
منافساتها منتخبات العراق والأردن وقطر ولبنان وعمان، لكن حظوظها ليست
مرتفعة كثيراً للتأهل المباشر إلى النهائيات.
ويشارك في تصفيات كأس آسيا 20 منتخباً وزعت على خمس مجموعات، وتلعب في
المجموعة الأولى منتخبات الأردن وسورية وعمان وسنغافورة، فيما تضم المجموعة
الثانية منتخبات إيران والكويت وتايلاند ولبنان، أما المجموعة الثالثة
فضمت العراق والصين والسعودية وإندونيسيا، والمجموعة الرابعة جمعت منتخبات
قطر والبحرين واليمن وماليزيا، في حين ضمت المجموعة الخامسة والأخيرة
منتخبات أوزبكستان والإمارات وفيتنام وهونغ كونغ.
ويتأهل أول وثاني كل مجموعة إلى النهائيات في 2015، فضلاً عن أفضل منتخب يحتل المركز الثالث.
وتنضم المنتخبات الـ11 المتأهلة إلى أصحاب المراكز الثلاثة الأولى في
النسخة الماضية، اليابان حاملة اللقب وأستراليا الوصيفة وصاحبة الضيافة
وكوريا الجنوبية الثالثة، فضلاً عن كوريا الشمالية بطلة كأس التحدي عام
2012، وبطل كأس التحدي عام 2014.
تدخل بعض المنتخبات العربية، خصوصاً الخليجية منها، التصفيات الآسيوية
بحلة جديدة، مثل منتخبي الإمارات والعراق، في حين أنها ستكون اختباراً
مهماً لمنتخبي السعودية وعمان اللذين يمران بمرحلة انتقالية بعد ضم عدد من
اللاعبين الشباب إلى صفوفهما.
«الأبيض» الإماراتي لفت الأنظار بأسلوب متطور، وتوّج بطلا لـ«خليجي 21»،
وقدم عدداً من الأسماء التي تستحق المتابعة، أمثال صانع الألعاب عمر
عبدالرحمن والمهاجمين أحمد خليل وعلي مبخوت وخميس إسماعيل وعامر عبدالرحمن
وحبيب الفردان وإسماعيل الحمادي، بقيادة مدرب قدير أثبت كفاءته هو
الإماراتي مهدي علي.
من جهته، فإن منتخب العراق بحلته الجديدة أيضاً وبقيادة حكيم شاكر بديل
البرازيلي زيكو الذي ترك منصبه قبل نحو شهرين، فإنه قدم صورة جيدة في
«خليجي 21» أفضل مما ظهر عليه في تصفيات كأس العالم، وقدم بدوره بعض
اللاعبين الواعدين أمثال أحمد ياسين المحترف في السويد ووليد سالم وسلام
شاكر وعلي عدنان وسيف سلمان وحمادي أحمد وغيرهم.
منتخب السعودية الذي لقي نكسة جديدة في «خليجي 21» يريد تقديم صورة
جديدة بعد أن أزاح عنه «كابوس» المدرب الهولندي فرانك ريكارد الذي أقيل بعد
العودة من المنامة.
أسند الاتحاد السعودي المهمة حالياً إلى الإسباني خوان لوبيز المشرف على
الفئات السنية، الذي أعلن تشكيلة شبيهة بالتي شاركت في دورة الخليج،
ونواتها الحارس وليد عبدالله وسلطان البيشي وأسامة هوساوي وكامل الموسى
وأحمد عسيري وسعود كريري وتيسير الجاسم وفهد المولد ويحيى الشهري وناصر
الشمراني ومصطفى بصاص.
التغيير الأبرز في التشكيلة تمثل بعودة المهاجم نايف هزازي بدلاً من
المخضرم ياسر القحطاني الذي كان عاد عن اعتزاله للمشاركة في كأس الخليج.
كما أن منتخب عمان بقيادة المدرب الفرنسي بول لوغوين كان مخيباً تماماً
في كأس الخليج بعد ضم عدد من اللاعبين الشباب، ويحتاج إلى فترة زمنية
لإيجاد تشكيلة قادرة على المنافسة كما حصل في الأعوام الماضية، لكنه لم
يثبت قدراته حتى الآن على صعيد تصفيات كأس آسيا التي فشل في بلوغ
نهائياتها، على رغم أنه يستمر في منافسات الدور الحاسم من تصفيات
المونديال.
«الأزرق» الكويتي الذي خسر أمام الصين وأوزبكستان وقطر وخرج من الدور
الأول لنهائيات آسيا 2011، يتألق كعادته في الدورات الخليجية، وبلغ نصف
نهائي النسخة الأخيرة قبل أن يخسر أمام الإمارات في نصف النهائي بهدف قاتل
في الدقيقة قبل الأخيرة، لكنه لا يزال بعيداً عن المنافسة على الصعيد
الآسيوي، علماً بأنه كان أول منتخب عربي يتوج بطلاً للقارة عام 1980.
منتخب قطر خرج من الدور الأول لـ«خليجي 21» بعد عروض متواضعة كشفت عدم
تطوره في الآونة الأخيرة، على رغم استمراره في الدور الحاسم لتصفيات
المونديال، إذ يحتل المركز الرابع للمجموعة الأولى برصيد 7 نقاط، بفارق
الأهداف خلف كوريا الجنوبية وإيران، وبفارق نقطة خلف أوزبكستان المتصدرة،
وثلاث نقاط أمام لبنان الأخير.
ودفع مدرب «العنابي» البرازيلي باولو أوتوري ثمن الإخفاق الخليجي، وأسندت المهمة إلى القطري فهد ثاني.
منتخب لبنان بدوره يخوض التصفيات تحت وطأة فضيحة المراهنات التي ضربت
كرة القدم اللبنانية، وتم على إثرها إيقاف عدد من اللاعبين، لكن مدربه
الألماني ثيو بوكير يعتبر أن فريقه «يمتلك كل الحظوظ للتأهل، على رغم أن
المنافسة صعبة بوجود منتخبي الكويت وإيران، اللذين سيسعيان للثأر من لبنان
على خلفية خسارتهما في تصفيات كأس العالم أمام لبنان».
«الأحمر» البحريني بقيادة مدربه الأرجنتيني غابرييل كالديرون فشل في
إحراز لقب كأس الخليج للمرة الأولى في تاريخه بخروجه من نصف النهائي أمام
العراق، وسيسعى إلى التعويض بالتأهل إلى نهائيات كأس آسيا، أملاً في تكرار
تجربة إنجازه الرائع حين بلغ نصف النهائي في الصين عام 2004، قبل أن يخسر
بصعوبة أمام اليابان.
منتخبا الأردن وسورية يقدمان في العادة عروضاً حماسية، ويأملان من دون
شك بحجز بطاقتي المجموعة الأولى إلى النهائيات على أمر تكرار التأهل إلى
النهائيات كما حصل في النسخة السابقة التي بلغ فيها الأردن ربع النهائي.
ويبحث منتخب اليمن عن اكتساب مزيد من الخبرة من خلال الاحتكاك بمنتخبات أفضل منه فنياً.