نيجيريا تقصي «الأفيال» وتبلغ «نصف النهائي»
راستنبرغ – أ ف ب
فجرت نيجيريا مفاجأة من العيار الثقيل ببلوغها الدور نصف النهائي من كأس
الأمم الأفريقية الـ29 لكرة القدم المقامة في جنوب أفريقيا حتى 10 من الشهر
الجاري، بعد فوزها على ساحل العاج وصيفة بطلة النسخة الأخيرة والمرشحة
القوية للتتويج 2-1 أمس (الأحد) على ملعب «رويال بافوكينغ» في راستنبرغ في
الدور ربع النهائي. وسجل إيمانويل إيمينيكي (43) وصنداي مباه (78) هدفي
نيجيريا، وشيخ إسماعيل تيوتيه (50) هدف ساحل العاج. وتلتقي نيجيريا في نصف
النهائي مع مالي التي كانت تغلبت على جنوب أفريقيا المضيفة 3-1 بركلات
الترجيح بعد التعادل 1-1 في الوقتين الأصلي والإضافي. وتوجت نيجيريا عودتها
إلى العرس القاري ببلوغ دور الأربعة، وهي التي غابت عن النسخة الأخيرة في
الغابون وغينيا الاستوائية لفشلها في التأهل إلى النهائيات. وتابع رجال
المدرب ستيفن كيشي مشوارهم الرائع في البطولة، وهم الذين كانوا قاب قوسين
أو أدنى من الخروج من الدور الأول لولا فوزهم المتأخر على إثيوبيا 2-صفر في
الجولة الأخيرة. واستحقت نيجيريا الفوز على ساحل العاج كونها الطرف الأفضل
طوال مجريات المباراة، وسنحت لمهاجميها أكثر من فرصة للتسجيل، لكنهم
اكتفوا باثنتين كانتا كافيتين لإلحاق الخسارة الأولى بساحل العاج في 36
مباراة رسمية وودية وتحديدا منذ عام 2010 عندما سقطت امام الجزائر 2-3 بعد
التمديد في ربع النهائي. وهي المرة الـ14 التي تبلغ فيها نيجيريا دور
الاربعة للعرس القاري في 17 مشاركة، علماً بأنها توجت باللقب مرتين عامي
1980 و1994. وهو الفوز الرابع لنيجيريا على ساحل العاج في 11 مباراة بينهما
حتى الآن، في مقابل 3 هزائم و4 تعادلات. في المقابل، فشل الجيل الذهبي
للعاجيين بقيادة ديدييه دروغبا (35 عاماً) وحارس المرمى بوباكار باري (34
عاماً) وزوكورا (33 عاماً) وحبيب كولو توريه (32 عاماً) في فك العقدة التي
لازمته في النسخ الأربع الأخيرة، إذ خسر المباراة النهائية عام 2006 أمام
مصر، وخرج من نصف النهائي عام 2008 في غانا على يد مصر أيضاً 1-4، ومن
الدور ربع النهائي في أنغولا 2010 على يد الجزائر والمباراة النهائية العام
الماضي أمام زامبيا. وأشرك مدرب ساحل العاج صاحبة لقب واحد قارياً عام
1992، الفرنسي صبري لموشي القائد ديدييه دروغبا أساسياً على حساب مهاجم
إنجي ماخاتشكالا الروسي لاسينا تراوريه، والكن التبديل الوحيد مقارنة مع
التشكيلة التي كان حقق بها فوزاً ساحقاً على تونس بثلاثية نظيفة في الجولة
الثانية. وكان دروغبا الذي سيحتفل بعيد ميلاده الـ35 في 11 آذار (مارس)
المقبل، لعب أساسياً في المباراة الأولى أمام توغو (2-1)، من دون أن يقنع
حتى أن المدرب استبدله في الدقيقة 74، ثم أبقاه في مقاعد الاحتياط في
الثانية أمام تونس قبل أن يدفع به في الدقيقة 68، من دون أن يظهر بمستوى
جيد أيضاً. ولعب دروغبا أساسياً في المباراة الأخيرة أمام الجزائر (2-2)
وسجل هدفاً، من دون أن يتألق أيضاً. في المقابل، شهدت تشكيلة نيجيريا
تبديلين مقارنة مع المباراة الأخيرة أمام إثيوبيا (2-صفر) في الجولة
الثالثة الأخيرة من الدور الأول، فلعب أوغينيي أونازي مكان فيغور أوغودي
الموقوف، وبراون إيدييه مكان إيكيتشوكوو أوتشي. وكاد لاعب تشلسي الإنكليزي
فيكتور موزيس يمنح التقدم لنيجيريا من تسديدة قوية من 25 متراً أبعدها
بوبكر باري بصعوبة قبل أن يشتتها الدفاع (10). وأهدر إيمينيكي فرصة ذهبية
لافتتاح التسجيل عندما تلقى كرة على طبق من ذهب من إيدييه داخل المنطقة
وانفرد بالحارس باري، لكنه سددها بيمناه فوق الخشبات الثلاث (27). وكاد
دروغبا يفعلها من أول فرصة له عندما تلقى كرة داخل المنطقة فهيأها لنفسه
بصدره وراوغ مدافعين قبل أن يطلقها بيسراه بجوار القائم الأيسر (35). ومنح
إيمينيكي التقدم لنيجيريا من تسديدة قوية من ركلة حرة مباشرة حركها له جون
أوبي ميكل فشل الحارس باري في إبعادها (43). وهو الهدف الثالث لإيمينيكي في
البطولة فلحق بالبوركيني ألان تراوريه إلى صدارة الهدافين. وكاد ندري
روماريك يدرك التعادل من ركلة حرة مباشرة مرت فوق العارضة بسنتيمترات قليلة
(45). ونجحت ساحل العاج في إدراك التعادل عندما انبرى دروغبا لركلة حرة
جانبية بذكاء إلى رأس لاعب وسط نيوكاسل الإنكليزي شيخ إسماعيل تيوتيه
فتابعها من مسافة قريبة داخل المرمى (50). وكاد إيدييه يفعلها بضربة رأسية
من مسافة قريبة إثر ركلة ركنية (66). ورد يحيى توريه بتسديدة قوية من داخل
المنطقة أبعدها إينيياما بصعوبة (68). ومنح مباه التقدم لنيجيريا مجدداً من
مجهود فردي رائع تخطى من خلاله أكثر من مدافع وسدد كرة قوية من حافة
المنطقة في الزاوية اليمنى البعيد للحارس باري (78). ودفع لموشي بلاسينا
تراوريه مكان روماريك وكاد الأول يدرك التعادل من أول لمسة عندما تلقى كرة
من تيوتيه داخل المنطقة فهيأها لنفسه من مسافة قريبة، لكنه تباطأ في
تسديدها ليتدخل الدفاع ويشتتها (85). وحاولت ساحل العاج في الدقائق
الأخيرة، ولكن من دون جدوى.