هولاند في مالي اليوم لمعاينة «انجازات» التدخل
باريس - رندة تقي الدين
باماكو، لندن - أ ف ب، رويترز - بعد ثلاثة اسابيع على بدء التدخل العسكري الفرنسي في مالي، يزور الرئيس فرنسوا هولاند مالي اليوم، يرافقه وزراء الدفاع جان ايف لودريان والخارجية لوران فابيوس وشؤون التنمية باكسال كانفان.
يأتي ذلك بعد اعلان الجيش الفرنسي الذي ينشر 3500 جندي في مالي السيطرة على مدينة كيدال، آخر مواقع المسلحين شمال البلاد، فيما تستمر العمليات العسكرية لطرد الجماعات المتشددة من الشمال، وتتزايد الاتهامات للجيش المالي والجماعات الإسلامية بممارسات انتقامية وانتهاكات لحقوق الانسان.
ويلتقي هولاند الرئيس المالي الموقت ديونكوندا تراوري في باماكو، ويتوقع ان يتفقد مدينة تمبكتو (شمال) التي استعادتها القوات الفرنسية والحكومية من الإسلاميين اخيراً. وسيناقش الرئيس الفرنسي ازمة مالي خلال محادثاته مع نائب الرئيس الأميركي جو بايدن في باريس الاثنين.
وأكدت مصادر فرنسية تأييد باريس فكرة تحويل القوة الافريقية التي تستكمل استعدادها للانتشار في مالي، الى قوة حفظ سلام تضم 5 آلاف عنصر، قد يعلن مجلس الأمن تشكيلها.
ومع تصاعد خطر تعرضها لهجوم داخلي بسبب تدخلها العسكري في مالي، رحّلت باريس المغربي علي بن حمو للاشتباه في صلته بجماعة «فرسان العزة» المتطرفة التي جعلت فرنسا هدفاً رئيساً، وهاجم اعضاؤها العام 2010 مطعم «ماكدونالدز» للوجبات السريعة، مرددين شعارات مناهضة للسامية، ثم احرقوا علناً في العام التالي نسخة من قانون العقوبات الفرنسي.
وأوضحت وزارة الداخلية الفرنسية ان بن حمو حاول السفر الى ايران تمهيداً لدخول افغانستان، علماً انها كثفت اجراءات الأمن بعد التدخل في مالي، وحض الإسلاميين اتباعهم على شن هجمات انتقامية ضدها.
والثلثاء الماضي، لوّح وزير الداخلية مانويل فالس بترحيل «واعظين وأئمة سلكوا طريق التطرف» من فرنسا، وهو اجراء شمل اربعة ائمة العام الماضي، آخرهم طرد في تشرين الأول (اكتوبر) الماضي. وقال فالس ان بلاده «تواجه عدواً من الداخل، في وقت تحاول التخلص من المتشددين».
في الوقت ذاته، أفادت صحيفة «ذي صن» البريطانية بأن تنظيم «القاعدة» هدد للمرة الأولى، في بيان نشره على الانترنت، بشن هجمات ارهابية «مزلزلة ومرعبة» ضد بريطانيا بسبب تورطها في مالي ودعمها العملية العسكرية الفرنسية. وأشارت الى ان التهديد تلى ابرام رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون اتفاق شراكة امنية مع الجزائر المجاورة لمالي، في اعقاب أزمة الرهائن في عين اميناس والتي خطط لها مختار بلمختار.
الى ذلك، اتهمت منظمة العفو الدولية الجيش المالي بتوقيف أكثر من 20 مدنياً في سيفاري (شمال) وإعدامهم، كما طالبت في تقرير بتحقيق في غارة جوية ادت الى مقتل 5 مدنيين في كونا (وسط)، في اليوم الاول من التدخل الفرنسي في 11 كانون الثاني (يناير) الماضي.
واستند التقرير الى تحقيق أجرته المنظمة لمدة عشرة ايام في مدن سيغو وسيفاري ونيونو وكونا وديابالي، وقاد الى «معلومات عن عمليات قتل عشوائية ومتعمدة» نفذها مسلحون، وشملت خصوصاً اعدام جنود معتقلين ومدنيين.
لكن المسؤول الاعلامي في الجيش المالي الكولونيل سليمان مايغا نفى الاتهامات، فيما اعتبر ضابط آخر في باماكو هو الكولونيل سليمان دمبيلي ان مالي «تعيش فترة حساسة تترافق مع اشاعات خطرة ومضرة جداً».