قال مبعوث السلام المشترك للجامعة العربية والأمم المتحدة إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي إن سوريا 'تنهار أمام أعين الجميع'، ودعا مجلس الأمن الذي كان يتحدث أمامه أمس الثلاثاء إلى سرعة التحرك. بينما حملت قطر المجتمع الدولي مسؤولية القتل هناك.
ونقل دبلوماسيون حضروا جلسة مغلقة لمجلس الأمن عن الإبراهيمي قوله 'ربما يكون بمقدور الرئيس السوري بشار الأسد التشبث بالسلطة الآن، إلا أن البلاد تتداعى امام أعين الجميع'، وأضاف أن 'شرعية النظام السوري تضررت بدرجة خطيرة، وربما على نحو لا سبيل إلى إصلاحه'، وأشار إلى 'عدم وجود تقدم في جهود السلام التي تبذل في سوريا'.
وبعد تقديمه تقريرا إلى مجلس الأمن بشأن مهمته، قال الإبراهيمي للصحفيين 'إن المجلس لا يمكنه أن يكتفي بالقول: نحن منقسمون إذن فلننتظر أياما أفضل. ويجب على أعضاء المجلس أن يعالجوا هذه المشكلة الآن'.
وأضاف 'في حال مارسنا المزيد من الضغط على أطراف النزاع ربما سيكون هناك مزيد من التقدم'. واقترح أن 'يرفع مجلس الأمن الالتباس' في إعلان جنيف حول مصير بشار الأسد في عملية سياسية انتقالية.
وقال أيضا إن الحكومة الانتقالية المقررة بموجب إعلان جنيف 'يجب أن تعطى جميع السلطات التنفيذية، أي يجب أن تتحول جميع سلطات الدولة إلى هذه الحكومة'.
وأقر الإبراهيمي بأنه 'لم يحقق الكثير من التقدم'، ولكنه رفض فكرة تخليه عن مهمته، وقال 'أنا لا أتخلى بسهولة'، مضيفا 'عندما أشعر بأني أصبحت غير مجد كليا فلن أبقى دقيقة إضافية في هذا المنصب'.
المسؤولية
من جهته حمل رئيس وزراء دولة قطر الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني المجتمع الدولي الثلاثاء مسؤولية 'الدمار والقتل المستمر في سوريا' بسبب خلافه حول هذا الملف.
لكنه أظهر نوعا من التفاؤل بإمكانية التوصل إلى حل سواء خلال قمة أميركية-روسية محتملة، أو في مجلس الأمن الدولي.
وقال المسؤول القطري في مؤتمر صحفي جمعه بنظيره اليوناني أنطونيس ساماراس الذي بدأ مساء أمس الثلاثاء زيارة إلى الدوحة 'جزء من هذا الموضوع أو كل هذا الموضوع يتحمله المجتمع الدولي، لأنه بسبب خلافه الحالي أعطى ترخيصا لاستمرار القتل والهدم في سوريا'.
إلا أنه أبدى نوعا من التفاؤل في ضوء الحديث عن قمة أميركية-روسية قريبة. وقال إن 'هناك مجالا للاتفاق سواء بين روسيا وأميركا أو في مجلس الأمن'.
وأضاف الشيخ حمد بن جاسم أن 'المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي قام بجهد كبير، ومن الواضح أن كل طرف متمسك برأي محدد، لكن العامل المهم الذي سيحسم المعركة هم المقاومون على الأرض والشعب السوري'. وجدد تأكيده على إيمانه بأن 'الشعب السوري سينتصر في النهاية'.
وحول إهمال أصدقاء سوريا مسألة تسليح الجيش السوري الحر في اجتماعهم الاثنين في باريس، قال المسؤول القطري 'نحن من دعاة أن الشعب السوري يجب أن يمكن من حماية نفسه مقابل الإبادة التي تحصل والتي تذكرني بالحرب العالمية الثانية وما خلفته من دمار في أوروبا'.
الصين وإيران
وفي إطار بقية المواقف الدولية من الأزمة دعا الناطق باسم الخارجية الصينية الحكومة السورية والمعارضة إلى تبني 'النهج البراغماتي' لإيجاد حل للأزمة الحالية في البلاد، والبحث بإيجابية عن حل مقبول لجميع الأطراف المعنية عن طريق بدء حوار سياسي.
وقال هونغ لي في مؤتمر صحفي أوردته وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) إن بلاده تأمل في أن تلعب كل الأطراف دورا 'إيجابيا وبناء' في المضي قدما نحو حل سياسي للأزمة السورية، موضحا أن ذلك الحل 'هو الطريق العملي الوحيد لحل المسألة السورية'.
في السياق قال رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني إن 'الحوار السياسي هو الطريق لحل القضية السورية'، مجددا تأكيد بلاده على أنه 'ليس ممكنا حل قضية سوريا وبناء الديمقراطية فيها وتعزيزها بقوة السلاح'.
وأضاف في تصريحات نقلتها وكالة (فارس) الإيرانية أنه 'لا حل للمشاكل في سوريا عبر انتهاج هذا الطريق (المسلح)، ينبغي إحلال الحوارات السياسية بدلا من المواجهات العسكرية'.