هل موت كبار السن تحل به مصائب أو تنقص فيه بركة على أهله الباقين ؟
+6
( طريق التطوير )
ملك الانمي
23DaaM
βάЯβϊĆαП
اسير الماضي
Eslam Love
10 مشترك
كاتب الموضوع
رسالة
Eslam Love
جنسي : مشاركاتي : 160سمعة النظام التطويري : 1
موضوع: هل موت كبار السن تحل به مصائب أو تنقص فيه بركة على أهله الباقين ؟ الأحد يناير 27, 2013 2:29 am
السؤال : عندنا مقولة في ثقافتنا تُردد حين يموت الكبار ، يقولون : إن المصيبة تحل على الباقين من العائلة ، ويقولون أيضاً : إن بموتهم تقل بركة الله في الباقين من الأقارب الأحياء . ما هو تكييف هذا الكلام وفقاً للشريعة ؟ وهل معناه صحيح ؟
الجواب : الحمد لله فإن الموت مصيبة عظيمة وبلية جسيمة وبه ينقطع العمل وينتهي الأجل ويقدُم المرء على ربه ، إن خيراً فخير وإن شرّاً فشر ، وبالموت تسال العبرات وتحزن القلوب وتعم الأحزان . قال تعالى : ( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ) البقرة/ 155 ، فنقص الأنفس من جملة الابتلاءات التي تصيب العباد .
وهذا كله من حيث العموم ، وأما ما ورد في السؤال من كون موت الكبار يكون سبباً في نزول البلاء على الأسرة ، وسبباً في نقص البركة ، فهذا أمر لا دليل عليه بهذا الإطلاق ، وما زال الناس يموت فيهم الكبير والصغير ، فلو كانت وفاة الكبير سببا في نقصان البركة ، أو نزول المصائب ، لمحقت البركة من دنيا الناس ، وتوالت على أهل كل بيت المصيبة بعد الأخرى ، وهذا خلاف ما هو مشاهد ، وخلاف ما جرت به سنة الله في خلقه ، وكم من كبير مات ، فتنعم أهله من بعده ، إما بمال تركه لهم ، أو نعمة فتحت عليهم ، أو زواج امرأة ، أو نحو ذلك مما هو مشاهد معلوم . ثم ما علاقة الأحياء بموت الكبير ، حتى يصيبهم من البلاء ما يذكره هذا القائل ، سواء أكان الميت صالحا ، أو طالحا ؛ وقد قال تعالى : ( مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ) الإسراء/ 15 .
إنما مصاب الناس حقيقة في موت صاحب العلم الذي يحرم الناس من علمه ، أو صاحب العبادة والطاعة ، والنفع المتعدي للناس : من جهاد في سبيل الله ، أو أمر بمعروف ، أو نهي عن منكر ، أو صدقات وزكوات ، أو نحو ذلك ؛ وهذا كله لا تعلق له بصغير أو كبير ، إنما بحاله ، ونفعه للناس ، وبركته في الأرض ، فلا شك أن موت أمثال هؤلاء : نقصان خير وبركة ، وثلمة في دين الناس أو دنياهم ، وأعظم الناس مصابا بهم : المقربون منهم ؛ لكن ذلك ليس معناه أن تنزل عليهم مصيبة أخرى بعده ، إلا أن يعمل من بعده بعمل يستحقون به ذلك . فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : ( إِنَّ اللَّهَ لاَ يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنَ الْعِبَادِ وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُءُوسًا جُهَّالاً فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا ) رواه البخاري ( 100 ) ومسلم ( 2673 ) .