حمَّل رئيس لجنة مراقبة المواد الغذائية والإصحاح البيئي التابعة لبلدية الشوقية بمكة المكرمة، هتان الحكمي، مسؤولية تردي الأوضاع في أحواش الجفالي بحي العكيشية لسيدة الأعمال فوزية الجفالي المالكة الشرعية للأحواش ،وذلك على خلفية إصرارها على عدم التجاوب مع قرارات البلدية، القاضية بعدم تأجير الأحواش لأصحاب حظائر المواشي لمخالفتهم للأنظمة.
وأضاف الحكمي بأن ذلك تسبب في إحداث مسالخ عشوائية في المكان، واستقطاب جزارين مخالفين من جنسيات إفريقية وبنجلاديشيين، نتج منه بروز الكثير من التجاوزات على الأنظمة، وتوسع أعمال النصب والاحتيال من قِبل تلك العمالة على مرتادي المكان. مبيناً أن بعض المواشي المذبوحة تتعرض للعفن، ويحاول البعض توزيعها على الأسواق.
وقال إن اللجنة تمكنت بعد استعانتها بغطاء أمني كثيف من عناصر الجوازات والشرطة والمجاهدين قبل عصر اليوم من إزالة 24 حظيرة للمواشي والأغنام والإبل داخل أحواش الجفالي، أنشأها مواطنون، وحوَّلوها إلى مسالخ عشوائية.
وأشار الحكمي إلى تمكُّن عدد من الجزارين الأفارقة من الهرب واحتمائهم بالجبال الواقعة خلف الأحواش خوفاً من رجال القوة الأمنية.
وكشف الحكمي لـ"سبق" عن قيام البلديةبرفع تلك الملاحظات العام الماضي لإمارة منطقة مكة المكرمة، غير أنها لم تتلقَّ أي توجيه بشأن تلك المخالفات ومساءلة مالكة أحواش الجفالي بشأن تعاونها مع أصحاب حظائر المواشي المخالفين.
وبيّن أن انتهاء المشكلة القائمة يكمن في اتخاذ إجراء صارم من قِبل الجهة المختصة تجاه أحواش الجفالي ومحاسبة مالكته وأصحاب حظائر المواشي المخالفة، وكذلك التسريع بإيجاد مسالخ نظامية أخرى لدعم مسلخَيْ المعيصم ومكة النموذجيين؛ لتخفيف العبء عنهما؛ لما يشهدانه في موسمي الحج والعمرة.
وأشار الحكمي إلى أن البلدية سارعت بطلب مشاركة قوات أمنية؛ للوقوف بحزم في وجه الجاليات المخالفة، ولاسيما بعد انتشار الروائح الكريهة داخل الحي، وبقاء الكثير من الأضاحي في أجواء غير صحية، ووجود معلومات مؤكدة عن محاولة الأفارقة تسريب تلك اللحوم الفاسدة للأسواق، معتمدين على براعة بعض أبناء جلدتهم في عمليات التسويق بأسعار زهيدة.
وتابع بأن الجزارين حاولوا إيهام الحجاج الذين توافدوا إليهم بقصد الشراء بتقديم خدمة نحر الأضاحي والتكفل بإيصالها للفقراء والمساكين دون مبلغ مالي سوى دفع قيمة الأضحية؛ الأمر الذي شجع الكثير من الحجاج للتسابق على شراء أضاحيهم وتركها أمانة في أعناق الجاليات المخالفة الذين لم يتوانوا حال انتهائهم من نحرها في عرضها للبيع على مرتاديهم بقيمة 200 ريال للأغنام و1000 للإبل.
وأوضح الحكمي أن أعضاء لجنة البلديةحاولوا التدخل إلا أنهم صُعقوا بوقوف الجزارين في وجوههم؛ الأمر الذي اضطرهمللانسحاب خشية الإيذاء، والاستعانة بقوى بشرية أمنية لتخليص المكان من التجاوزات،ومنع تسريب الأضاحي الفاسدة للأسواق،وتطهير المكان من الروائح الكريهة التي غطت أجواءه بسبب عفن العديد من الأضاحي المذبوحة.
وكانت "سبق" قد انفردت بنشرها ظُهْر اليوم قيام عدد من الجزارين الأفارقة، من جنسيات نيجيرية وتشادية ومن السنغال والنيجر، بتشكيل طوق بشري، وهم مدججون بسواطير وفؤوس وسكاكين؛ للوقوف في وجه كل من يحاول إيقاف بيعهم الأضاحي للحجاج، التي قاموا بنحرها فَجْر اليوم.