BeN.ShArAbi مؤسس المنتدى
جنسي : مشاركاتي : 5316 سمعة النظام التطويري : 76
| موضوع: سورة هود آية رقم 1 {الر كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير} الأحد أغسطس 07, 2011 2:30 am | |
| تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :إعراب الآية : قوله "كتاب": خبر لمبتدأ محذوف أي: هذا كتاب، وجملة "أحكمت آياته" نعت لـ"كتاب". "لدن" اسم ظرفيّ مبني على السكون في محل جر بحرف الجر متعلق بـ "فُصِّلَتْ". حكم | - حكم أصله: منع منعا لإصلاح، ومنه سميت اللجام: حكمة الدابة، فقيل: حكمته وحكمت الدابة: منعتها بالحكمة، وأحكمتها: جعلت لها حكمة، وكذلك: حكمت السفيه وأحكمته، قال الشاعر:- 120 - أبني حنيفة أحكموا سفهاءكم *** (الشطر لجرير، وهو في ديوانه ص 47؛ والمجمل 1/246؛ وأساس البلاغة ص 91. وعجزه:إني أخاف عليكم أن أغضبا)وقوله: (أحسن كل شيء خلقه( [السجدة/7]، (فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله آياته والله عليم حكيم( [الحج/52]، والحكم بالشيء: أن تقضي بأنه كذا، أو ليس بكذا، سواء ألزمت ذلك غيره أو لم تلزمه، قال تعالى: (وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل( [النساء/58]، (ويحكم به ذوا عدل منكم( [المائدة/95]، وقال:- 121 - فاحكم كحكم فتاة الحي إذ نظرت *** إلى حمام سراع وارد الثمد(البيت للنابغة الذبياني من معلقته، وهو في ديوانه ص 34؛ وشرح المعلقات للنحاس 2/168؛ والبصائر 2/491؛ واللسان (حكم) )والثمد: الماء القليل، وقيل معناه: كن حكيما.وقال عز وجل: (أفحكم الجاهلية يبغون( [المائدة/50]، وقال تعالى: (ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون( [المائدة/50]، ويقال: حاكم وحكام لمن يحكم بين الناس، قال الله تعالى: (وتدلوا بها إلى الحكام( [البقرة/188]، والحكم: المتخصص بذلك، فهو أبلغ. قال الله تعالى: (أفغير الله أبتغي حكما( [الأنعام/114]، وقال عز وجل: (فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها( [النساء/35]، وإنما قال: (حكما( ولم يقل: حاكما؛ تنبيها أن من شرط الحكمين أن يتوليا الحكم عليهم ولهم حسب ما يستصوبانه من غير مراجعة إليهم في تفصيل ذلك، ويقال الحكم للواحد والجمع، وتحاكمنا إلى الحاكم.قال تعالى: (يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت( [النساء/60]، وحكمت فلانا، قال تعالى: (حتى يحكموك فيما شجر بينهم( [النساء/65]، فإذا قيل: حكم بالباطل، فمعناه: أجرى الباطل مجرى الحكم. والحكمة: إصابة الحق بالعلم والعقل، فالحكمة من الله تعالى: معرفة الأشياء وإيجادها على غاية الإحكام، ومن الإنسان: معرفة الموجودات وفعل الخيرات.وهذا هو الذي وصف به لقمان في قوله عز وجل: (ولقد آتينا لقمان الحكمة( [لقمان/12]، ونبه على جملتها بما وصفه بها، فإذا قيل في الله تعالى: هو حكيم (راجع: الأسماء والصفات ص 38)، فمعناه بخلاف معناه إذا وصف به غيره، ومن هذا الوجه قال الله تعالى: (أليس الله بأحكم الحاكمين( [التين/8]، وإذا وصف به القرآن فلتضمنه الحكمة، نحو: (آلر تلك آيات الكتاب الحكيم( [يونس/1]، وعلى ذلك قال: (ولقد جاءهم من الأنباء ما فيه مزدجر *** حكمة بالغة( [القمر/4 - 5]، وقيل: معنى الحكيم المحكم (انظر المدخل لعلم التفسير ص 273، نحو: (أحكمت آياته( [هود/1]، وكلاهما صحيح، فإنه محكم ومفيد للحكم، ففيه المعنيان جميعا، والحكم أعم من الحكمة، فكل حكمة حكم، وليس كل حكم حكمة، فإن الحكم أن يقضي بشيء على شيء، فيقول: هو كذا أو ليس بكذا، قال صلى الله عليه وسلم: (إن من الشعر لحكمة) (الحديث أخرجه البخاري في الأدب، باب ما يجوز من الشعر والأدب 10/445؛ وأبو داود، وروايته: (إن من الشعر لحكما). انظر: معالم السنن 4/136؛ ومجمع الفوائد 2/260؛ وشرح السنة 12/369) أي: قضية صادقة (هذا اصطلاح أهل المنطق، والقضية مرادقة للخبر، وتعريفها: مركب احتمل الصدق والكذب لذاته.قال الأخضري في السلم:ما احتمل الصدق لذاته جرى *** بينهم قضية وخبراراجع: شرح السلم ص 9)، وذلك نحو قول لبيد:- 122 - إن تقوى ربنا خير نفل *** (وعجزه: وبإذن الله ريثي وعجلانظر: ديوانه ص 139)قال الله تعالى: (وآتيناه الحكم صبيا( [مريم/12]، وقال صلى الله عليه وسلم: (الصمت حكم وقليل فاعله) (أخجره البيهقي في (الشعب) عن أنس مرفوعا بسند ضعيف؛ والقضاعي عن أنس؛ والديلمي في الفردوس عن ابن عمر؛ وصحح أنه موقوف من قول لقمان، وكذا أخرجه ابن حبان في (روضة العقلاء) بسند صحيح ص 41. وقال السيوطي: أخرج العسكري في (الأمثال) والحاكم والبيهقي في (الشعب) عن أنس أن لقمان كان عبدا لداود عليه السلام، وهو يسرد الدرع، فجعل يفتله هكذا بيده، فجعل لقمان عليه السلام يتعجب ويريد أن يسأله، وتمنعه حكمته أن يسأله، فلما فرغ منها صبها على نفسه وقال: نعم درع الحرب هذه، فقال لقمان: الصمت من الحكمة وقليل فاعله، كنت أردت أن أسألك فسكت حتى كفيتني. راجع: الدر المنثور 6/513؛ وكشف الخفاء 2/32؛ والفتح الكبير 2/202) أي: حكمة، (ويعلمهم الكتاب والحكمة( [آل عمران/164]، وقال تعالى: (واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة( [الأحزاب/34]، قيل: تفسير القرآن، ويعني ما نبه عليه القرآن من ذلك: (إن الله يحكم ما يريد( [المائدة/1]، أي: ما يريده يجعله حكمة، وذلك حث للعباد على الرضى بما يقضيه. قال ابن عباس رضي الله عنه في قوله: (من آيات الله والحكمة( [الأحزاب/34]، هي علم القرآن، ناسخه، محكمه ومتشابهه.وقال ابن زيد (عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، مات سنة 182 ه. انظر: طبقات المفسرين للداوودي 1/271) : هي علم آياته وحكمه. وقال السدي (إسماعيل بن عبد الرحمن السدي، أبو محمد الأعور. انظر: طبقات المفسرين 1/110) : هي النبوة، وقيل: فهم حقائق القرآن، وذلك إشارة إلى أبعاضها التي تختص بأولي العزم من الرسل، ويكون سائر الأنبياء تبعا لهم في ذلك. وقوله عز وجل: (ويحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا( [المائدة/44]، فمن الحكمة المختصة بالأنبياء أو من الحكم قوله عز وجل: (آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات( [آل عمران/7]، فالمحكم: ما لا يعرض فيه شبهة من حيث اللفظ، ولا من حيث المعنى. والمتشابه على أضرب تذكر في بابه إن شاء الله (انظر: باب (شبه) ). وفي الحديث: (إن الجنة للمحكمين) (الحديث في النهاية 1/419؛ والفائق 1/303) قيل: هم قوم خيروا بين أن يقتلوا مسلمين وبين أن يرتدوا فاختاروا القتل (أخرجه عبد الرزاق في المصنف 5/265 عن مجاهد). وقيل: عنى المتخصصين بالحكمة. | فصل | - الفصل: إبانة أحد الشيئين من الآخر: حتى يكون بينهما فرجة، ومنه قيل المفاصل، الواحد مفصل، وفصلت الشاة: قطعت مفاصلها، وفصل القوم عن مكان كذا، وانفصلوا: فارقوه. قال تعالى: (ولما فصلت العير قال أبوهم( [يوسف/94]، ويستعمل ذلك في الأفعال والأقوال نحو قوله: (إن يوم الفصل ميقاتهم أجمعين( [الدخان/40]، (هذا يوم الفصل( [الصافات/21]، أي: اليوم يبين الحق من الباطل، ويفصل بين الناس بالحكم، وعلى ذلك قوله: (يفصل بينهم( [الحج/17]، (وهو خير الفاصلين( [الأنعام/57]. وفصل الخطاب: ما فيه قطع الحكم، وحكم فيصل، ولسان مفصل. قال: (وكل شيء فصلناه تفصيلا( [الإسراء/12]، (آلر كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير( [هود/1]، إشارة إلى ما قال: (تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة( [النحل/ 89]. وفصيلة الرجل: عشيرته المنفصلة عنه، قال: (وفصيلته التي تؤويه( [المعارج/13]، والفصال: التفريق بين الصبي والرضاع، قال: (فإن أراد فصالا عن تراض منهما( [البقرة/233]، (وفصاله في عامين( [لقمان/14]، ومنه: الفصيل، لكن اختص بالحوار، والمفصل من القرآن، السبع الأخير (المفصل في القرآن من الحجرات إلى الناس، وقيل غير ذلك. انظر: البصائر 4/194)، وذلك للفصل بين القصص بالسور القصار، والفواصل: آواخر الآي، وفواصل القلادة: شذر يفصل به بينها، وقيل: الفصيل: حائط دون سور المدينة (انظر: المجمل 3/722؛ والبصائر 4/194)، وفي الحديث: (من أنفق نفقة فاصلة فله من الأجر كذا) (الحديث عن أبي عبيدة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من أنفق نفقة فاصلة في سبيل الله فبسبعمائة، ومن أنفق على نفسه وأهله وعاد مريضا أو ماز أذى فالحسنة بعشر أمثالها والصوم جنة ما لم يخرقها، ومن ابتلاه في جسده فهو له حطة) أخرجه أحمد 1/195، قال الهيثمي: وفيه بشار بن أبي سيف ولم أر من وثقه ولا جرحه، وبقية رجاله ثقات. مجمع الزوائد 2/303. قلت: وله طريق آخر عند أحمد. أنظر: المسند 1/196، وقال ابن حجر: بشار بن أبي سيف مقبول. انظر: تقريب التهذيب ص 122) أي: نفقة تفصل بين الكفر والإيمان. | تفسير الجلالين : | 1 - (الر) الله أعلم بمراده بذلك ، هذا (كتاب أحكمت آياته) بعجيب النظم وبديع المعاني (ثم فصِّلت) بينت بالأحكام والقصص والمواعظ (من لدن حكيم خبير) الله |
تفسير ابن كثير :
| سورة هود : قال الحافظ أبو يعلى حدثنا خلف بن هشام البزار حدثنا أبو الأحوص عن أبي إسحاق عن عكرمة قال : قال أبو بكر سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شيبك ؟ قال " شيبتني هود والواقعة وعم يتساءلون وإذا الشمس كورت " وقال أبو عيسى الترمذي حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء حدثنا معاوية بن هشام عن شيبان عن أبي إسحاق عن عكرمة عن ابن عباس قال : قال أبو بكر يا رسول الله قد شبت قال " شيبتني هود والواقعة والمرسلات وعم يتساءلون وإذا الشمس كورت" . وفي رواية " هود وأخواتها " . وقال الطبراني حدثنا عبدان بن أحمد حدثنا حجاج بن الحسن حدثنا سعيد بن سلام حدثنا عمر بن محمد عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " شيبتني هود وأخواتها : الواقعة والحاقة وإذا الشمس كورت " وفي رواية " هود وأخواتها " وقد روي من حديث ابن مسعود نحوه فقال الحافظ ابن القاسم سليمان بن أحمد الطبراني في معجمه الكبير حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شبيب حدثنا أحمد بن طارق الرابشي حدثنا عمرو بن ثابت عن أبي إسحاق عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن أبا بكر قال يا رسول الله ما شيبك ؟ قال " هود والواقعة " . عمرو بن ثابت متروك وأبو إسحاق لم يدرك ابن مسعود والله أعلم . بسم الله الرحمن الرحيم قد اختلف المفسرون في الحروف المقطعة التي في أوائل السور فمنهم من قال هي مما استأثر الله بعلمه فردوا علمها إلى الله ولم يفسرها حكاه القرطبي في تفسيره عن أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وابن مسعود رضي الله عنهم أجمعين وقاله عامر الشعبي وسفيان الثوري والربيع بن خثيم واختاره أبو حاتم بن حبان . ومنهم من فسرها واختلف هؤلاء في معناها فقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم إنما هي أسماء السور . قال العلامة أبو القاسم محمود بن عمر الزمخشري في تفسيره وعليه إطباق الأكثر , ونقل عن سيبويه أنه نص عليه ويعتضد لهذا بما ورد في الصحيحين عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في صلاة الصبح يوم الجمعة " الم " السجدة و " هل أتى على الإنسان " وقال سفيان الثوري عن ابن أبي نجيح عن مجاهد أنه قال : " الم " و " حم " و " المص " و " ص " فواتح افتتح الله بها القرآن وكذا وأما قوله " أحكمت آياته ثم فصلت " أي هي محكمة في لفظها مفصلة في معناها فهو كامل صورة ومعنى ; هذا معنى ما روي عن مجاهد وقتادة واختاره ابن جرير ومعنى قوله " من لدن حكيم خبير " أي من عند الله الحكيم في أقواله وأحكامه خبير بعواقب الأمور. |
تفسير القرطبي : | سورة هود : مكية إلا الآيات 114 - 17 - 12 فمدنية وآياتها 123 نزلت بعد يونس مكية في قول الحسن وعكرمة وعطاء وجابر . وقال ابن عباس وقتادة : إلا آية ; وهي قوله تعالى : " وأقم الصلاة طرفي النهار " [ هود : 114 ] . وأسند أبو محمد الدارمي في مسنده عن كعب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( اقرءوا سورة هود يوم الجمعة ) . وروى الترمذي عن ابن عباس قال قال أبو بكر رضي الله عنه : يا رسول الله قد شبت ! قال : ( شيبتني هود والواقعة والمرسلات وعم يتساءلون وإذا الشمس كورت ) . قال : هذا حديث حسن غريب , وقد روي شيء من هذا مرسلا . وأخرجه الترمذي الحكيم أبو عبد الله في " نوادر الأصول " : حدثنا سفيان بن وكيع قال حدثنا محمد بن بشر عن علي بن صالح عن أبي إسحاق عن أبي جحيفة قال : قالوا يا رسول الله نراك قد شبت ! قال : ( شيبتني هود وأخواتها ) . قال أبو عبد الله : فالفزع يورث الشيب وذلك أن الفزع يذهل النفس فينشف رطوبة الجسد , وتحت كل شعرة منبع , ومنه يعرق , فإذا انتشف الفزع رطوبته يبست المنابع فيبس الشعر وابيض ; كما ترى الزرع الأخضر بسقائه , فإذا ذهب سقاؤه يبس فابيض ; وإنما يبيض شعر الشيخ لذهاب رطوبته ويبس جلده , فالنفس تذهل بوعيد الله , وأهوال ما جاء به الخبر عن الله , فتذبل , وينشف ماءها ذلك الوعيد والهول الذي جاء به ; فمنه تشيب . وقال الله تعالى : " يوما يجعل الولدان شيبا " [ المزمل : 17 ] فإنما شابوا من الفزع . وأما سورة " هود " فلما ذكر الأمم , وما حل بهم من عاجل بأس الله تعالى , فأهل اليقين إذا تلوها تراءى على قلوبهم من ملكه وسلطانه ولحظاته البطش بأعدائه , فلو ماتوا من الفزع لحق لهم ; ولكن الله تبارك وتعالى اسمه يلطف بهم في تلك الأحايين حتى يقرءوا كلامه . وأما أخواتها فما أشبهها من السور ; مثل " الحاقة " [ الحاقة : 1 ] و " سأل سائل " [ المعارج : 1 ] و " إذا الشمس كورت " [ التكوير : 1 ] و " القارعة " [ القارعة : 1 ] , ففي تلاوة هذه السور ما يكشف لقلوب العارفين سلطانه وبطشه فتذهل منه النفوس , وتشيب منه الرءوس . [ قلت ] وقد قيل : إن الذي شيب النبي صلى الله عليه وسلم من سورة " هود " قوله : " فاستقم كما أمرت " [ هود : 112 ] على ما يأتي بيانه إن شاء الله تعالى . وقال يزيد بن أبان : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في منامي فقرأت عليه سورة " هود " فلما ختمتها قال : ( يا يزيد هذه القراءة فأين البكاء ) . قال علماؤنا : قال أبو جعفر النحاس : يقال هذه هود فاعلم بغير تنوين على أنه اسم للسورة ; لأنك لو سميت امرأة بزيد . لم تصرف ; وهذا قول الخليل وسيبويه . وعيسى بن عمر يقول : هذه هود بالتنوين على أنه اسم للسورة ; وكذا إن سمى امرأة بزيد ; لأنه لما سكن وسطه خف فصرف , فإن أردت الحذف صرفت على قول الجميع , فقلت : هذه هود وأنت تريد سورة هود ; قال سيبويه : والدليل على هذا أنك تقول هذه الرحمن , فلولا أنك تريد هذه سورة الرحمن ما قلت هذه . قال النحاس : قرئ على ابن جعفر أحمد بن شعيب بن علي بن الحسين بن حريث قال : أخبرنا علي بن الحسين عن أبيه عن يزيد أن عكرمة حدثه عن ابن عباس : الر , وحم , ونون , حروف الرحمن مفرقة ; فحدثت به الأعمش فقال : عندك أشباه هذا ولا تخبرني به ؟ وعن ابن عباس أيضا قال : " الر " أنا الله أرى . قال النحاس : ورأيت أبا إسحاق يميل إلى هذا القول ; لأن سيبويه قد حكى عن العرب وأنشد : بالخير خيرات إن شرا فا ولا أريد الشر إلا أن تا وقال الحسن وعكرمة " الر " قسم . وقال سعيد عن قتادة : " الر " اسم السورة ; قال : وكذلك كل هجاء في القرآن . وقال مجاهد : هي فواتح السور . وقال محمد بن يزيد : هي تنبيه , وكذا حروف التهجي . وقرئ " الر " من غير إمالة . وقرئ بالإمالة لئلا تشبه ما ولا من الحروف . |
| |
|