الوهم البصري ... احدث علاج للحد من آلام المفاصل
أظهرت دراسات بحثية حديثة أن الوهم البصري الذي يمنحك انطباعاً بأن يديك يتم تدليكها من الممكن أن يتحول بالفعل إلى أن يكون وسيلة علاجية فاعلة لمرض التهاب المفاصل... أصيب باحثون في جامعة "نوتنغهام" البريطانية بحالة من الدهشة عندما تحدث عدد من الأشخاص في سن التقاعد عن الطريقة التي عَمِل من خلالها الوهم البصري بشكل كبير على الحد من الألم الذي يشعرون به في مفاصلهم. ثم تمت تجربة محاكاة بالكمبيوتر في وقت لاحق على عينة من المرضى، وفي 85 % من الحالات، عَمِل الوهم البصري على تخفيف آلامهم بنسبة وصلت إلى 50 %.
وتم التوصل إلى هذا الكشف عن طريق الصدفة خلال يوم مفتوح للجمهور بالجامعة، عندما دُعِي الزوار لتجربة بعض من أوهام تشويه الجسم التي تستخدم في البحوث اليومية. وتبين – وفقاً لما خلص إليه الباحثون – أن مجرد خداع العقل وإيهامه بأن اليدين يتم تدليكها، يعمل في الوقت ذاته أيضاً على التخفيف من حدة الآلام التي يشعر بها الأفراد المصابون بالتهاب المفاصل. من جانبها، قالت دكتور كاترين بريستون، الباحثة المشاركة التي تعمل الآن في جامعة نوتنغهام ترنت، إن امرأة مسنة حاولت تجربة هذا الأسلوب الخاص بالوهم البصري، وأنها انبهرت بالنتيجة.
وذكرت صحيفة التلغراف البريطانية أنه تم الاستعانة بعد ذلك بعشرين شخصاً مسناً يعانون جميعهم من هشاشة العظام ويشعرون بآلام في أياديهم أو أصابعهم ولا يستعينون بالأدوية لاختبار تلك الآلة التي يطلق عليها "السراب"، وطُلِبَ منهم أن يحددوا مدى شعورهم بالألم. وأظهرت النتائج حدوث انخفاض كبير في درجة الشعور بالألم – حيث انخفضت الآلام بنسبة 50 % لدى 85 % ممن تطوعوا في تلك التجربة.
وبينما لا يوجد الآن أي علاج لعرض هشاشة العظام، إلا أنه من الممكن السيطرة على الأعراض بواسطة مجموعة من العلاجات، التي من بينها المسكنات والعلاج الطبيعي – رغم أن الألم قد يمنع المصابين من محاولة ممارسة التمرينات الرياضية والمواظبة على تحريك المفاصل. ويأمل الباحثون أن تكون نتائجهم الخطوة الأولى على طريق التوصل إلى تقنيات جديدة متعلقة بالعلاج الطبيعي، والسماح لأخصائيي الصحة بأن يحدوا من الآلام لدى المرضى أثناء تأديتهم تمرينات لمفاصلهم.
وقالت جمعية بحوث التهاب المفاصل في المملكة المتحدة إن الاستعانة بوهم بصري بسيط يمكنه أن يقلل الألم بنسبة 50 % دون الحاجة لأدوية هي عملية تحمل بين طياتها كثير من الأمل، رغم الحاجة لإجراء مزيد من الدراسات البحثية في هذا الشأن